يخلد المغرب على غرار باقي دول العالم ، اليوم العالمي لداء السكري الموافق ل 14 نونبر ، تحت شعار “أعيننا مفتوحة على داء السكرى”، حيث يسلط الاحتفال هذا العام الضوء على تعزيز أهمية الفحص لضمان التشخيص المبكر لمرض السكري وعلاج النوع الثاني منه للحد من حدوث مضاعفات خطيرة. وقد حددت منظمة الصحة العالمية عدة أهداف لمناقشتها هذه السنة، تتمثل في زيادة الوعي بداء السكري، خاصة في البلدان الفقيرة والنامية، وذلك من خلال وضع خطة شاملة لتشخيص الداء وعلاجه ومحاولة منع الإصابة في الفئات الأكثر عرضة وتعزيز المراقبة على منظمات الدولة المختلفة للتأكد من التعامل مع مرض السكري بشكل سليم. ووضعت المنظمة أيضا خطة للتصدي للوفيات الناتجة عن داء السكري عن طريق مساعدة البلدان الفقيرة في وضع سياسة سليمة لتجنب حدوث مضاعفات السكري مثل الاعتلال العصبي، واعتلال الشبكية، وتقليل حالات الوفاة بحلول عام 2030. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2015 ، فاق عدد البالغين المصابين بداء السكري 422 مليون مصاب، فيما بلغ عدد الوفيات السنوية بسبب مضاعفات مرض السكري خمسة ملايين شخص. وتتوقع المنظمة أن يحتل داء السكري المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030. وبالمغرب، يقدر عدد الأشخاص المصابين بالسكري بحوالي مليونين، تبلغ أعمارهم 25 سنة فما فوق، 40 بالمائة منهم يجهلون إصابتهم به، في حين يتم التكفل ب 610 آلاف مصاب بالسكري على مستوى مؤسسات وزارة الصحة. وللتحسيس بخطورة الداء، تقوم وزارة الصحة، بتعاون مع شركائها من المنظمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بجهود كبيرة في هذا المجال، حيث تم وضع برنامج للكشف على مستوى جميع المؤسسات الصحية على الصعيد الوطني، بمعدل 500 ألف شخص مهدد بالإصابة بداء السكري كل سنة. وفي ما يتعلق بالتكفل بمريض السكري، تضمن الوزارة الوصية توفير العلاج ومجانية أدوية السكري ( الأنسولين والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم)، لفائدة 625 ألف مصاب بهذا الداء بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية، 60 بالمائة منهم من حاملي بطاقة (راميد). وتوفر الوزارة أيضا تكوينا للأطباء العامين في ما يتعلق بالتكفل بمريض السكري بهدف سد النقص الحاصل وعدم التوازن في توزيع الأطباء المختصين في الغدد الصماء على المستوى الوطني، علاوة على إحداث مراكز مندمجة للتكفل بالأمراض المزمنة (السكري وارتفاع الضغط الدموي) حيث بإمكان مرضى السكري الاستفادة من استشارات متخصصة في أمراض الغدد والقلب وأمراض الكلي وأمراض العيون. كما قامت الوزارة بوضع برنامج للتربية العلاجية بغية تعميم وإعادة تنظيم الكشف عن داء السكري لدى الأطفال. ويعتبر داء السكري، الذي تصفه منظمة الصحة العالمية ب”الوباء العالمي”، مرضا مزمنا ينتشر في صمت، كما يعد المسبب الأول للعمى والقصور الكلوي المزمن في مراحله النهائية، وبتر الأعضاء السفلى للمريض. وحسب التقرير السنوي العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي حول التأمين الصحي الإجباري لسنة 2014 ، فإن 49,3 بالمائة من إجمالي النفقات تهم الأمراض طويلة الأمد ، حيث يكلف داء السكري 10,2 بالمئة من هذه النفقات. ويحتل داء السكري المرتبة الأولى في قائمة الأمراض طويلة الأمد لدى المؤمنين بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث يمثل على التوالي 40 بالمئة من إجمالي المؤمنين، أي 55 ألف و85 شخص ، و29 بالمئة أي 60 ألف و13 شخص.وإذا كان داء السكري مرضا مزمنا تتم الإصابة به عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم أن يستعمل الأنسولين الذي ينتجه بكفاءة، فإن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي، وتجنب تعاطي التبغ، من الأمور التي يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو تأخر ظهوره