تتصاعد مخاوف الأسر المغربية من أن تصل أسعار اللحوم البيضاء إلى مستويات قياسية خلال الفترة المقبلة، وذلك على بعد حوالي شهرين من حلول شهر رمضان.
ومن جهتهم، يتخوف المهنيون من أن يكون الاضطراب الذي يعرفه سوق الدواجن بالمغرب خلال الأسابيع الأخيرة تمهيدا لارتفاع “غير مسبوق” في أسعار اللحوم البيضاء، التي يتضاعف استهلاكها خلال الشهر الكريم.
وتخطت أسعار الدواجن خلال الأيام الأخيرة حاجز الـ 25 درهما للكيلوغرام الواحد، لأول مرة، وذلك بعدما كان يلجأ إليها المواطن المغلوب على أمره كبديل عن اللحوم الحمراء والأسماك التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال الفترة الأخير
يشتكي عدد من المهنيين في قطاع تربية الدواجن من الاختلالات التي تشوب سلسلة إنتاج لحم الدجاج، ابتداء من سوق الكتاكيت وصولا إلى خروقات عدد من المضاربين والسماسرة الذين يشتغلون خارج القانون.
ولم ينف هؤلاء تأثير عامل العرض والطلب في تحديد أسعار هذا المنتوج المهم في مائدة المغاربة، مشددين على أن “تغول بعض السمامرة والمضاربين وابتزازهم هو العامل الأساسي في ارتفاع أسعار لحم الدجاج”.
وأبرز هؤلاء أن “الأسعار الحالية أصلا غير مقبولة وقياسية”، متسائلين “كيف يمكن تصور أكثر منها غلاء خلال المرحلة المقبلة، تزامنا مع حلول شهر رمضان؟!”.
اعتبر مهنيون آخرون أن الأجواء الحالية هي تمهيد لأزمة ستلحق أسعار الدواجن خلال شهر رمضان، مبرزين أن “المضاربين يحاولون أن يربحوا أموالا طائلة طوال أشهر السنة على حساب القدرة الشرائية وحاجة المواطنين إلى هذا المنتوج، بعدما أصبحت اللحوم الحمراء والأسماك غالية بشكل كبير”.
وأكد هؤلاء أن “المربيين بدورهم يتحملون تكلفة الإنتاج بأثمنة باهظة”، مشيرين إلى أن “الكيلوغرام الواحد اليوم يكلف ما بين 18 إلى 20 درهما، إلى جانب التكاليف الإضافية المرتبطة بطبيعة الجو خلال فصل الشتاء الذي تتضاعف معه تكاليف الغاز والأعلاف”.
وانتقد ذات المهنيين “تأخر الدولة في وضع حد لهذا المشكل الذي نبهت إليه مؤسسة دستورية، وهي مجلس المنافسة”، مشددين على أنه “من غير المعقول أن تظل وزارة الفلاحة تتفرج على هذه الأوضاع التي لا تزيد من أوضاع المربيين وقدرة المواطنين الشرائية إلا تأزما وتدهورا”.