مراكش تودع ضيوفا من 150 دولة ومسؤولين أمميين بعد اختتام المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة
ودعت مراكش، أمس الثلاثاء، ضيوفا من 150 دولة، من بينهم ما لا يقل عن 20 رئيس حكومة وشخصيات أممية سامية، يتقدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وممثلته الخاصة للهجرات الدولية لويز أربور، بعد اختتام فعاليات المؤتمر الحكومي الدولي، الذي تميز بحدث تاريخي تجلى في المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة.
وشهد اليوم الثاني والأخير من أشغال المؤتمر تنظيم عدة جلسات عامة وأخرى حوارية، قدم خلالها ممثلو عدد من الدول ومنظمات المجتمع المدني والقطاع العام ومهاجرون عروضا حول الميثاق وفرص الشراكات المبتكرة وإمكانيات التعاون والمبادرات الشاملة مع الحكومات.
وساهم هذا الحدث التاريخي في توحيد المواقف والرؤى بشأن هذه الوثيقة، إذ فيما أجمع المتدخلون على تأكيد موافقتهم على مبادئ الاتفاق نصا وروحا وعلى سبل تنفيذه، أبدت عدد من الدول، منها جمهورية روسيا الاتحادية، استعدادها، على لسان ممثل الرئيس فلاديمير بوتين في التظاهرة، للتعاون مع كل الدول على معالجة هذه الظاهرة البالغة الأهمية.
وأكد مشاركون في جلسات حوارية أن الميثاق وثيقة مهمة تطمح إلى أن تشكل مرحلة جديدة في مسلسل التعاون الدولي الهادف إلى تدبير أفضل لظاهرة الهجرة التي تتطلب "تضامنا مسؤولا".
وقال خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، إن استضافة المملكة لهذا المؤتمر تعد تكريسا للدور الريادي الذي يلعبه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تدبير ملف الهجرة، وأيضا تكريسا للرؤية المولوية حول مبدأ المسؤولية المشتركة، وزاد موضحا «أذكر أنه في سنة 2006، طلب صاحب الجلالة بعقد المناظرة الأورو الإفريقية حول الهجرة والتنمية، ولأول مرة التأمت حول نفس الطاولة دول الانطلاق والعبور والاستقرار".
وأكد أن هذه التظاهرة التي احتضنتها مراكش تفتح آفاق جديدة، تجعل من الهجرة رافعة للتنمية والتقارب بين مختلف البلدان، وتجعلنا نوحد الرؤى بخصوص الوجه النبيل للهجرة الأعمال المشينة التي تقوم بها الشبكات الإجرامية التي تستغل هشاشة المهاجرين.
من جانبها، رحبت منظمة اليونسف باعتماد الإعلان العالمي للهجرة، ووصفته بأنه "إنجاز تاريخي بالنسبة للأطفال المهاجرين والدول على حد سواء".
وذكرت أنه ومن خلال تطبيق التدابير المقترحة في الإعلان، تستطيع الدول، وبشكل أفضل، معالجة الأسباب التي تؤدي إلى اقتلاع الأطفال من ديارهم، وتزويد الأطفال المهاجرين بفرص أفضل للحصول على التعليم والخدمات الصحية، وتوفير حماية أقوى لهم من الاستغلال والعنف. ومن خلال الاتفاق، تضيف المنظمة، يمكن للدول أن تحقق نتائج أقوى في الحفاظ على وحدة الأسر ومعالجة كراهية الأجانب والتمييز.
وأكدت اليونيسف استعدادها للعمل مع الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية والمجتمع المدني، للمساعدة في إشراك الأطفال والشباب في تنفيذ تدابير الاتفاق العالمي على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، رحب، في افتتاح أشغال المؤتمر، بالدعم العالمي الساحق للاتفاق العالمي للهجرة، وقال "سواء كانت حركة المهاجرين طوعية أو قسرية. وسواء كانوا قادرين على الحصول على تصريح بالحركة أم لا، يجب أن تحترم الحقوق الإنسانية لجميع البشر، وأن يتم الحفاظ على كرامتهم».
وقال غوتيريس، في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام وطنية وأجنبية، إن «هذه اللحظة بالنسبة لي لحظة مشحونة بالمشاعر عندما رأيت أعضاء المؤتمر بالإجماع يتبنون الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية».
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 60 ألف مهاجر على مستوى العالم قد ماتوا منذ عام 2000، الأمر الذي اعتبره الأمين العام سببا "للعار الجماعي"».