ماحيلتي والقلم في يد غيري…
"ن والقلم ومايسطرون" …القلم أشد وطأة من الصارم المشرفي….قد يكون وبالا وقد يسقي ربه ماء زلالا ، قد يكون باطلا كشّر عن أنياب مسنونة، أو حقا رد ماء الحياة الى أرواح مغبونة.
القلم قد تُسن به سنة حسنة لك أجرها وأجر من تبعك فيها إلى يوم الدين، أو تُسن به سنة سيئة عليك وزرها ووزر من تبعك فيها إلى يوم الدين.
فيا أيها الوزير تذكر في فِئام كثيرة وانت توقع مرسوما أو قرارا لم تُرد به وجه الله ولا مصلحة الشعب، فالكرسي لا يدوم ولو دام لغيرك ما وصلت أنت اليه.
أيها القاضي تذكر تلك الآية التي علقت على جدار المحكمة خلفك، واعلم أنها الوحيدة التي نزلت في جوف الكعبة لعظم الأمانة، فلَئِن تُخطئ في العفو خير لك من أن تُخطئ في العقوبة…
أيها الصحافي تحرّ الحقيقة وانت تنقل خبرا، فكذبة قد تدمر مجتمعا وانت عين المجتمع فلا تفقأها برأس قلمك، فيذهب نورك وتعش في الظلمات وتمُت في الظلمات وتبعث في ظلمات الى ظلمات.
وأنت أيها الاستاذ، يا من استرعاك الله صغار الأمة، راع الله فيهم وقيم مجهوداتهم بكل مسؤولية، فأنت كدت أن تكون رسولا….
وأنت أيها الطبيب ما خطب الشهادات المرضية وشهادات الحوادث والضرب والجرح عندك قد أدخَلت أبرياء الى السجون وأبكَت عيونا وناصَرت باطلا وخذلَت حقا.
وأخيرا أيها الطالب تذكر أن القلم سلاحك للخروج من غياهب الجهل إلى فضاء النور فالزمه والزم المعرفة فهي طوق نجاحك من دياجير القهر والعبودية لغير الله.