عنف البوليساريو في فرنسا يقتضي نجاعة “ممثلي الأحزاب” بالخارج‬

عنف البوليساريو في فرنسا يقتضي نجاعة “ممثلي الأحزاب” بالخارج‬

بعد استنفادِ جلّ آليات الضّغط الدّاخلية في “مخيّمات الرّابوني”، لجأت جبهة البّوليساريو إلى تنشيط ممثّليها ومواليها في الخارج من أجل التّعريف بأطروحتها الانفصالية، خاصة على مستوى دول أوروبا، وهو ما يستوجب من تمثيليات الأحزاب المغربية في الخارج تأهيل الجالية للتّرافع حول مغربية الصّحراء ومواجهة الانفصال.

واندلعت مواجهات كلامية بين موالين لجبهة البوليساريو ومواطنين مغاربة في ساحة الجمهورية بفرنسا، تحوّلت في بعض الأحيان إلى اشتباكات بالأيدي ومحاولة المساس بالعلم الوطني من قبل الانفصاليين، الذين حجّوا إلى التّظاهرة وهم يرتدون لباساً عسكرياً ويحملون عصيّاً.

وبعد فشل ورقة “انفصاليي الداخل”، لجأت جبهة البوليساريو إلى نشطائها بالخارج، ومنهم جزائريون، من أجل الضغط على المنتظم الدولي والأمم المتحدة، في خطوة تروم انتزاع موقف داعم لها بعد تضامن أزيد من 40 دولة مع المملكة المغربية دفاعا عن أمنها ووحدة أراضيها.

وتستغل جبهة البوليساريو التّظاهرات الشّعبية من أجل التّعريف بقضيتها ومطالبتها بالانفصال في الصّحراء وسط المجتمعات الأوروبية، وهو ما يستوجب تدخلا من قبل الأحزاب المغربية وتمثيلياتها من أجل تأهيل الجالية المقيمة في الخارج ومدّها بأسس التّرافع حول مغربية الصّحراء.

ويرى المحلّل السّياسي والجامعي هشام معتضد أنّ “سلوك الموالين لجبهة البوليساريو في وقفاتهم واحتكاكهم مع المغاربة في أوروبا يترجم التكتيك الجديد الذي بدأت تعتمده البوليساريو في تصدير نهجها الاستفزازي واللا أخلاقي من أجل إثارة الفوضى بغية جلب الأنظار، كآخر الأوراق التي تستعملها من أجل استمالة تعاطف بعض الأشخاص أو الجهات غير المُلِمة بلف الصحراء وخباياه”.

المتخصّص في قضايا الأمم المتّحدة أبرز أنّ “الاحتكاكات والوقفات تشكل أيضًا امتحانا حقيقيا لدور وفعالية تمثيليات الأحزاب المغربية في الخارج، خاصة أن دورها في مثل هذه المواقف يعتبر ضروريا وذا أهمية تنظيمية من أجل تفادي انزلاقات والدخول في مزايدات لا تخدم القضية الوطنية ومكتسباتها السياسية في الوقت الراهن”.

ودعا الخبير المقيم في كندا تمثيليات الأحزاب المغربية في الخارج إلى أن تتجند فِعليا وعمليا من أجل ممارسة دورها الإيجابي وتقوية مساهمتها الاستباقية لكسب رهان الاحتكاكات بين المغاربة والموالين لجبهة البوليساريو.

وقال المحلّل ذاته إنّ “هذا الدور الإيجابي سيترجم الانخراط المسؤول لهذه التمثيليات الحزبية على المستوى الأوروبي”، مبرزاً أنّ “التشخيص الأولي لهذه الوقفات، ورغم نجاحاتها والأهداف الإيجابية التي حققتها، يبين أن ضعف دور وفعالية تمثيليات الأحزاب خلالها فوّت الفرصة لتحقيق المزيد من الأهداف، وكسب رهان الاحتكاكات على المستوى التواصلي”.