خطيب مسجد الأميرة عائشة بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك والفرقة الضالة

خطيب مسجد الأميرة عائشة بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك والفرقة الضالة

عبدالمجيد مصلح

لقد جعل الإسلام أهمية بالغة ومكانة عظيمة لخطبة الجمعة لما تختص به من خصائص، وتتميز به من مزايا تحتم على الخطيب أن يكون على مستوى هذه المكانة، وتلك الأهمية ليؤتي جهده أكله، ويثمر الثمرات المرجوة، وأكيد أن خطبة الجمعة بمسجد الأميرة عائشة بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك ليوم 03 فبراير 2017، تناقل المخاطبين عباراتها، وتداولوها بينهم لآثارها السيئة وأضرارها الخطيرة على المخاطبين من تهييج وتيئيس أو تناقل أخبار من قبيل الشائعات أو نشر بدعة وطمس سنة أو بث فتنة وفساد بين الناس.

فالخطيب ينبغي أن يكون حريصا على التقويم لا على التأثيم، وعلى التغيير لا على التعيير، كما أنه ينبغي أن يلتزم بأدب الإسلام في النصح، وأن يراعي ضوابط النصيحة، و لايجدر به أن يكون أداة لأي اتجاه سياسي، أو حزبي، أو مذهبي لا يستند إلى أصل شرعي، فيندفع إلى الطعن والتجريح بدافع التعصب دون مراعاة لآداب الإسلام وهديه .

فخطيب مسجد الأميرة عائشة بشارع الوحدة الإفرقية لم يتجنب التيئيس وما يولد الإحباط عند المخاطبين، رغم أنه يعلم علم اليقين أن مهمته لا تتجلى في ملأ النفوس بالوهن واليأس، ويقتل فيهم الثقة والطموح، والتطلع إلى التغيير والإصلاح، بل لا يصح أن يخاطبهم بروح المهزوم المحبط،  فإن الخطيب إذا سرت إلى نفسه روح اليأس سرت إلى مستمعيه، وإلى مجتمعه، فكان خاذلا متخاذلا، وما زال للخطباء البارعين دور كبير في إيقاظ الأمة، وفي رفع الهمم، ودرء الفتن، وكم من خطبة حولت الهزيمة إلى نصر، والضعف إلى قوة، والقلة إلى كثرة، وإنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان، واليأس إذا استولى على فرد أحاله إلى عضو مشلول في مجتمعه لا يصنع خيرا، ولا يدفع ضرا، وإذا استولى على أمة من الأمم أحالها إلى أمة واهنة خائرة تستسهل الهوان، وتألف الذل، وتستمرئ التقليد، وتكون نهبا لأعدائها، وقصعة مباحة لآكليها.

إن الخطيب داعية، ولذا ينبغي أن يتمتع بقوة الملاحظة، والفقه، وسعة الأفق، وتعدد المعارف، كما أنه ينبغي أن يكون ذا بصيرة بما يناسب جمهوره من الموضوعات الأهم فالأهم، وهذه الموضوعات يجب أن تصنف حسب الأهمية، وحاجة المخاطبين وظرف المناسبة، وغير ذلك من العوامل التي تقدم بعض الموضوعات على بعض.

وأولى الموضوعات بالتقديم، وأحراها بالتبصير والتنبيه، توحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة له، والتحذير من الشرك، بجميع أقسامه وصوره، في العبادة والطاعة، والحكم والتشريع، شركا أكبر وأصغر، فإنه لا أحوج إلى الناس من هذا، ولا أولى منه بالتقديم، وكيف يقدم على هذا الموضوع وهو المهمة الأولى لجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام، ولكن على الخطيب أن يكون جذابا في عرضه حكيما في طرحه، يلون من حين لآخر بين الموضوعات، ويجيد قراءة وجوه المخاطبين واستشفاف آرائهم وانطباعاتهمألم يعلم خطيب مسجد الأميرة عائشة أن الخطبة أمانة، والكلمة أمانة، وصعود المنبر أمانة، ووقت المصلين أمانة، والمخاطبين أمانة، فعلى الخطيب أن يستشعر عظم هذه الأمانة والمسؤولية قبل أن يصعد المنبر، وعند صعوده .

ولأضربة مثلا في ذلك:

قصر الخطبة وأثر ذلك .
اشتمال الخطبة على الآيات القرآنية، والأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
اشتمالها على ضرب المثل من التاريخ، ومن واقع المخاطبين .
اختيار موضوع الخطبة وأثر ذلك .
تجنب التخصيص في الخطاب غالبا وأثر ذلك .
تجنب التجريح سواء للهيئات أم الجماعات أم الأشخاص .
تجنب المبالغة والتهويل في الخطاب .
تجنب أسلوب التيئيس وما يولد الإحباط عند المخاطبين .
اشتمال الخطبة على العظة، والحث على التقوى، وما يرقق القلوب ويقوي الإيمان واليقين في النفوس 
الإخلاص وصدق اللهجة وأثر ذلك .
سيرة الخطيب وأخلاقه وأثر ذلك .
علمه وثقافته .
لغته وفصاحته .
نبرة صوته وحركة يده .
حسن مظهره الخارجي .
تثبته من المعلومات، والأخبار، والأحكام التي يلقيها للناس .
حسن عرضه وخطابه للناس .
تجنبه للتقعر والتكلف، والتقليد في الكلام والحركة .
إعداده للخطبة سواء أكان مرتجلا للخطبة أم لا .
تقويمه لكل خطبة من خطبه .

فهل ممكن اعتبار مسجد  الأميرة عائشة بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك والذي دشنه الملك محمد السادس وأقام فيه الصلاة، ملجأ لكل من يريد أن ينتصر لشيخه (المغراويين والمدخليين والتلفيين والطرقيين والقطبيين والبوتشيشيين والتيجانيين والرمضانيين وغيرها من الفرق…)؟    

وأين هم الموظفون الذين يعلمون علم الغيب، ألم يلاحظوا فينتبهوا ثم يتدخلوا لوقف هذه المهزلة ومعرفة من المقصود، ولماذا لم يبلغ الخطيب السلطات المختصة بأسماء الجماعة التي تهدد أمن واستقرار المملكة وتعتبرنا كفار؟

ولجناب السيد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبداللطيف الحموشي واسع النظر…