خديجة حرمي .. مغربية تتألق في العمل المدني والجمعوي بالولايات المتحدة
الوقوف أمام قانون “STAND YOUR GROUND” الأمريكي، الذي يتيح قتل الأشخاص بدعوى الدفاع عن النفس، والطعن في قضية قاتل الشاب المغربي عادل الدغوغي كان الطريق الذي دفع خديجة حرمي، من مغاربة العالم القاطنين بولاية تكساس الأمريكية، إلى التألق في مجال العمل المدني والجمعوي الذي يترافع عن قضايا المغرب والمغاربة.
حرمي التي حصلت على الجائزة الوطنية للمجتمع المدني- صنف الشخصيات المدنية للمغاربة المقيمين بالخارج، خلال الحفل الذي نظم مساء الخميس بالرباط، اعتبرت التتويج تكليفا قبل أن يكون تشريفا، يدفعها للمضي قدما في العمل التطوعي الجمعوي مع مغاربة العالم.
وقالت المتحدثة، في دردشة مع هسبريس، إنها وعددا من المغاربة يقومون بأعمال مدنية تعرف بالقضايا الوطنية للمغرب، وأنها تترافع من أجل المغاربة القاطنين بأمريكا، وذكّرت في هذا السياق بقضية الشاب المغربي عادل الدغوغي، الذي راح ضحية الميز العنصري بولاية تكساس، والذي عرفت قضيته تضامنا لا مشروطا من طرف الرأي العام الأمريكي، خاصة من قبل مغاربة أمريكا، مشيرة إلى أنها قامت ورفاقها في الجمعية بتشكيل شبكة تواصلية بين المجتمع المدني والمدعي العام في هذه القضية.
وعادل الدغوغي شاب مغربي قتل في ولاية تكساس برصاص أطلقه عليه مواطن أمريكي يبلغ من العمر 65 سنة. وبعدما قدم القاتل نفسه أفرج عنه بعد ساعتين فقط من السجن، وهو أمر لم تتقبله فعاليات مدنية مغربية بأمريكا، مما دفعها إلى عقد لقاءات صحافية علنية، والبحث عن محامين للدفاع عن حق الشاب المغربي، والتركيز على المؤسسات الحقوقية والقانونية، وإيجاد مفتش محلف من طرف القانون الأمريكي كي يتمكن من الطعن في القانون، وكانت هذه المرة الأولى التي تدافع فيها حرمي ومن معها عن قضية من هذا النوع تخص ابنا من أبناء المغرب قتل بشكل عنصري.
وقالت المتحدثة: “لم يكن من السهل الوقوف ضد أمريكي من تكساس حيث المسدسات تثبت هوية التكساسيين ويتفاخرون بها، والطعن في قانون STAND YOUR GROUND””، حتى أننا لم نجد في البداية أي محام يمكن أن يترافع عن القضية”، مبرزة أن الملف حاليا لا يزال مفتوحا قضائيا، والمتهم مسجون داخل منزله لا يستطيع الخروج منه ولا يمكنه مغادرة التراب الأمريكي بعدما حكم عليه بالقتل العمد، وهو الحكم الذي طعن فيه، ولا تزال عائلة الفقيد والجمعيات تترافع لأجله في بقية مراحل التقاضي.
وعبرت حرمي عن فخرها بالجهود التي بذلتها ورفاقها من أجل التخفيف من حزن عائلة الدغوغي، مؤكدة أنهم قاموا بعدة لقاءات مع مسؤولين سياسيين لتعريفهم بتلك القضية، كما نظموا عدة وقفات احتجاجية أمام مؤسسات استراتيجية للطعن في الحكم وتحقيق العدالة، قبل أن تضيف “لتكون لك القدرة على الطعن في هذا القانون لا بد أن تكون لديك مساهمات مدنية قوية”.
وقالت المغربية المتزوجة من مواطن أمريكي إن “هذا التحرك عزز سمعة المغاربة واتحادهم، وطعننا في الحكم مستمر، ورغم أن الطريق طويل لكننا في الاتجاه الصحيح”.
وأبرزت أن العمل الجمعوي الذي تقوم به الجالية المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية يسهم بشكل كبير في الدفاع والترافع عن القضايا الوطنية، والتعريف بالتقاليد والثقافة المغربية المتنوعة، وتوجيه القادمين من مغاربة العالم الجدد، وتعريفهم بالقوانين الأمريكية بهدف حماية حقوقهم، مشيرة إلى أن المغاربة الفاعلين جمعويا يلعبون دورا في توطيد العلاقات المغربية الأمريكية، وهو ما اعتبرته امتدادا للدبلوماسية الموازية.