قال عبد الكريم الزرقطوني، رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث،
إن الدورة التاسعة من المعرض الوطني للكتاب المستعمل، ستتميز بتكريم العديد من وجوه المقاومة المغربية الذين ينتمون إلى كل من درب السلطان، الفضاء الشعبي التاريخي، الذي يحتض فعاليات المعرض كل سنة في شهر أبريل.
وأوضح في ندوة صحافية نظمت عشية أول أمس الاثنين بمقر المؤسسة بالدار البيضاء، أن الدورة الراهنة ستعرف أيضا تقديم وتوقيع عدد من المؤلفات الخاصة بالمقاومة والحركة الوطنية إلى جانب عرض أشرطة وثائقية بالمناسبة انطلاقا من شاشة كبرى ستنصب في ساحة السراغنة. كما سيتم عقد ندوات وموائد مستديرة حول الموضوع ذاته تشرف عليها المؤسسة، على أن يتم الختم بملحمة «أولاد الوطن»، التي جسدها" تاكدة "وعرضتها القناة الثانية.
واعتبر نجل الشهيد المغربي، أن درب السلطان برمزيته التاريخية يعتبر حي كل المغاربة، لأنه كان يشكل بؤرة المقاومة التي تنطلق منها وتخطط فيها العمليات.
من جهته قال شعيب حليفي إن الدورة الراهنة تتعزز بالشراكة بين الجمعية البيضاوية للكتبيين ومؤسسة الزرقطوني ونادي القلم المغربي ومختبر السرديات بالإضافة إلى هيئات أخرى رسمية ومدنية. هذا التناغم قوى من رمزية انعقاد المعرض في فضاء درب السلطان بكل حمولته التاريخية والوطنية وأعطاه صيتا وطنيا وعربيا علي مستوى معارض الكتب المستعملة، إذ صار يحج ويشارك فيه أكاديميون ومثقفون من بلدان عربية مثل الجزائر.
وذكر حليفي أن تكريم المقاومة المغربية في شخص جيل من المقاومين المنتمين إلى درب السلطان ينسجم مع شعار هذه الدورة الذي تمت صياغته في «هوية الكتاب المغربي». كما قال أنه لم يشهد معرضا شبيها بمعرض ساحة السراغنة في العالم العربي من حيث المدة التي يستغرقها (قرابة شهر) والأنشطة الثقافية التي يشهدها ويشارك فيها الكثير من المثقفين والفنانين المغاربة بشكل تطوعي.
وأوضح أن عدد لقاءات هذه الدورة سيبلغ 117 لقاء ثقافيا على مدار أيام المعرض وفي جميع الأشكال التعبيرية، وسيشارك فيها 500 مشارك منهم مثقفون ومقاومون وفنانون وأكاديميون ومبدعون وباحثون وطلبة وتلاميذ الثانويات والمدارس الابتدائية. كما ستعرف الدورة أيضا تخصيص باب للتكريمات في إطار ثقافة الاعتراف يهم الفنانين مثل عبد الرزاق البدوي وشفيق السحيمي وعبد العظيم الشناوي وهم من أبناء درب السلطان، ومثقفين ومبدعين مثل توفيقي بلعيد، بالإضافة إلى رجال التعليم القدامى، الذين أسدوا خدمات جلى لأجيال من المغاربة في صمت ونكران للذات.
يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين أكد أن المعرض في دورته التاسعة وقد كرس بعده الوطني سيعرف مشاركة زربعين عارضا من البيضاء ومن مدن مغربية أخرى، كما سيجيب عبر تخفيض الأثمنة على حاجة القدرة الشرائيةعند المواطين المغربي، وذكر من جهته أن هدف هذه الدورة هو إحياد القيم الوطنية عبر تكريم المقاومة المغربية، وذلك في ظرف سياسي تعرف فيه قضية الوحدة الترابية تكالبا من طرف أعداء الوطن.
وتوقع يوسف بورة أن تحطم الدورة الحالية الرقم القياسي من حيث عدد الزائرين، خصوصا أن الكتبيين أصبحوا يقتنون عناوينهم من بلدان عربية مثل مصر، للاستجابة للطلب المغربي ولفئة عريضة من المثقفين تقبل على الكتاب المستعمل لأنه تجده فيه العديد من الذخائر التي لا تجدها في المعارض الأخرى.
وعرف اللقاء حضور عبد الرزاق البدوي، الذي ساند طلب الكتبيين بتخصيص قطعة أرضية يقيمون عليها مشروع قرية الكتاب المستعمل وتكون مجهزة بدار للسينما وملاهي للأطفال وقاعة للندوات. كما ضم صوته إلى الجهات المنظمة في ندائها بضرورة تدخل القطاع الخاص لاحتضان معرض يكبر سنة بعد أخرى دون أن يجد من يرعاه بشكل يليق بالسمعة التي صارت له.