يشهد سوق الأضاحي في المغرب هذه السنة حالة من القلق الكبير بين الكسابة والمواطنين على حد سواء، حيث تزايدت أسعار الأضاحي بشكل ملحوظ، ما دفع البعض إلى التفكير في إمكانية إلغاء عيد الأضحى لهذه السنة.
وعلى الرغم من أن المغاربة يعتبرون هذه المناسبة فرصة للاحتفال بذبح الأضاحي، فإن الارتفاع الصاروخي في الأسعار أصبح يشكل تحديًا كبيرًا أمامهم.
يتزامن هذا الوضع مع تزايد الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسر، مما يجعل المواطنين يعيدون التفكير في تكاليف الاحتفال بهذا العيد
وتطرح التساؤلات حول تأثير الغلاء على تقاليد هذا العيد، إذ يقول أحد الكسابة في حديث “الغلاء أصبح عبئًا حقيقيًا على المواطنين، وأخشى أن يتحول النقاش إلى مطالب بإلغاء هذا التقليد السنوي”.
من جهة أخرى، رغم الدعم الحكومي الذي خصص السنة الماضية لتوفير الأعلاف والأدوية البيطرية، ودعم مستوردي الأغنام من الأسواق الأجنبية، إلا أن الأسعار واصلت الارتفاع بشكل كبير، مما أثر سلبًا على التكلفة النهائية للأضاحي، يذكر العديد من الكسابة أن هذا الدعم لم يحقق النتائج المنتظرة، وأنه غالبًا ما يصل إلى جيوب لم يعرفها المواطن.
في هذا السياق، يتساءل المواطنون أيضًا عن مدى قدرتهم على شراء الأضاحي هذه السنة، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
تقول إحدى المواطنات في تصريح لموقع“دخلنا لا يكفي لتغطية تكاليف الأضحية، وقد لا نتمكن من توفيرها هذه السنة”، ما يدفع الكثير من الأ
سر إلى التفكير في تقليص احتفالاتها أو حتى إلغائها.
في ظل هذه الظروف، يطالب عدد من المهنيين الحكومة بتقديم دعم أكثر فعالية للمربين، وخاصة فيما يتعلق بأسعار الأعلاف التي تساهم في رفع تكاليف تربية الحيوانات.
ويشددون على ضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لتوفير حلول بديلة، خصوصًا للأسر التي تجد نفسها أمام صعوبات مالية قد تجعل من صعوبة الاحتفال بعيد الأضحى واقعًا مريرًا.
هذا النقاش يعيد فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة المغاربة على التمسك بتقاليدهم في ظل الأزمة الإقتصادية الحالية، وبين من يعتبر أن عيد الأضحى هو جزء لا يتجزأ من الهوية الإجتماعية المغربية، ومن يعتقد أن الظروف الاقتصادية قد تجعله عبئًا يصعب تحمله.