نصائح لتجنب أضرار اللحوم الحمراء في عيد الأضحى

نصائح لتجنب أضرار اللحوم الحمراء في عيد الأضحى

 

مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك وما يتخلل أيامه من كثرة تناول اللحوم الحمراء خلال الوجبات المختلفة، حيث يحرص الغالبية على تناول الفتة مع اللحم في وجبة الإفطار بعد أداء صلاة العيد مباشرة، دون الاكتراث بالأضرار الصحية التي قد تصيبهم نتيجة ذلك، فبقدر ما تتمتع به اللحوم من فوائد وبروتينات للجسم، إلا أن لها العديد من المخاطر أيضا خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، فالإفراط في تناول اللحوم يزيد من مخاطر تفاقم السكري وانسداد شرايين القلب نتيجة تراكم الدهون على جدران هذه الشرايين، وهو ما يحتاج تحضيرات وإجراءات خاصة للتخفيف من تأثير وجبات اللحوم الضارة على صحة الإنسان.

على الرغم من تحذير الأطباء من تناول اللحوم صباحا ومحاولة التقليل منها، إلا أنه أكدت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين الأميركيين، على أفضل نظام صحي يمكن للشخص اتباعه للحفاظ على شكل جسمه المتناسق وصحته، وكانت النتيجة هي الاعتماد على بروتين اللحوم على وجبة الإفطار لأنه يمثل الطريقة المثالية للوصول لهذا الهدف.

وأشار الباحثون إلى أن اللحم من الوجبات التي ينصح بتناولها في العشاء، ولكن تناولها في الصباح كطعام عالي البروتين والدهون الصحية مع قلة الكربوهيدرات، من شأنه أن يمنع الجسم من تكوين الدهون الضارة، فمن الضروري أن تعطي وجبة الإفطار للجسم البروتينات والدهون الأساسية للبدء في عملية التمثيل الغذائي المثالي مع توازن في مستويات السكر في الدم، وهو ما يمنع الجسم من احتياج السكريات.

وأوضحت الدراسة أن هناك خمس اختيارات لإدخال اللحم في وجبة الإفطار من خلال اللحم البقري المفروم مع البروكلي والبصل وزيت جوز الهند، فهذه الوجبة غنية بالألياف والزنك والفيتامين A، B1، B12، B6 والحديد والبوتاسيوم والكالسيوم، كما يمكن تناول شريحة لحم مع طماطم وزيت جوز الهند والكرنب، لأن هذه الوجبة غنية بالألياف والفيتامينات خاصة K، C، أو تناول  شريحة لحم ضأن مع اللفت والطماطم المقلية في الزبد، وهذه الوجبة تحتوي على حديد وB12 وB6، كما يمكن الحصول على لحم ضأن مفروم مع السبانخ وفلفل ألوان، تحتوي هذه الوجبة على المغنيسيوم والحديد والزنك والبوتاسيوم وفيتامينات متنوعة مثل B12 وB6 وA وC وB2 وK.

كذلك يمكن استبدال اللحم بسمك الماكريل مع الفاصوليا الخضراء المقلية في الزبد مع قطرات الليمون، وهذه الوجبة تحتوي على فيتامينات ومعادن كثيرة بالإضافة إلى أوميجا 3، فهذه الوجبات من شأنها أن تعطي الجسم البروتينات والدهون الأساسية للبدء في عملية التمثيل الغذائي، وهو ما يجعلنا نحافظ على شكل جسمنا الصحي، ونتخلص من تكوين الدهون بتناول الكربوهيدرات مع إمداد الجسم بكل الفيتامينات والمعادن التي تحميه من الأمراض، حيث يكتسب الجسم طاقة كبيرة عند الصباح بدلا من اكتساب الدهون وتخزينها.

من جانبه، يؤكد د. محمود الشربيني، أستاذ العناية المركزة بطب قصر العيني، على ضرورة تناول اللحوم مسلوقة والابتعاد عن المحمرة صباحا خلال فترة عيد الأضحى، لأن عملية التحمير تجعلها تتشبع بالدهون لتصبح قطعة اللحم دسمة جدا وعالية السعرات الحرارية، وتمثل بهذا الشكل خطورة كبرى لمرضى القلب، ناصحا بشرب الماء وسط الوجبة أو بعدها مباشرة حتى لا تعيق عملية الهضم ويكون الشرب بعد ساعة بما لا يزيد على نصف كوب، كما يفضل تناول لحم الضأن على الكندوز، لأن الضأن بعد نزع الدهون منه يصبح سهل الهضم على عكس الكندوز، كما يراعى عند شواء اللحم ألا يكون محترق اللون لأنه يربك الجهاز الهضمي، والحرص على تناول قطعة اللحم مع كمية كافية من النشويات مثل الفتة أو الأرز أو البطاطس، ليستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامه لإنتاج الطاقة التي يفضل الحصول عليها من النشويات، بالإضافة إلى تناول الخضروات الورقية خاصة الفجل لأنه هاضم طبيعي للأغذية النشوية وغني بمواد مضادة للمركبات الضارة في اللحوم المشوية.

ويوضح الشربيني أن تناول اللحوم المملحة والمدخنة والمحفوظة، والتي تنتشر بكثرة خلال أيام العيد تسبب الكثير من المتاعب الصحية تتضاعف مع إدمانها، وتتسبب في الإصابة بالسرطان، لافتا إلى أنه يمكن مواجهة سموم اللحوم من خلال طهيها مع الخضروات والبصل والثوم والجزر لتخفيف الكولسترول والدهون المسببة لأمراض القلب، كما يجب خفض تناول اللحوم المستوردة والمحفوظة والمبردة لخطورتها في الإصابة بأمراض معوية وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 42% والبول السكري بنسبة 19%، مؤكدا على ضرورة خفض درجة حرارة تسوية اللحوم لأقل من 220 درجة حتى لا تنتج منها عناصر ضارة بصحة الإنسان وتسبب الإصابة بسرطان المثانة.

هذا وينصح د. محمد حسين، عميد معهد التغذية بجامعة القاهرة الأسبق، بتناول لحم الكتف من لحم الضأن لأنه من أفضل اللحوم، حيث يصلح للشواء مع تتبيله، ولحم الذراع أخف أنواعه وأسرعه هضما، كذلك فإن لحم الظهر كثير البروتينات قليل الدهون، لذا يجب الأخذ في الاعتبار هذه المعلومات عند تناول اللحوم في عيد الأضحى، منوها على ضرورة الاعتدال في تناولها سواء في الأعياد أو غيرها، لأن الزيادة في تناول اللحم تسبب زيادة في مادة “الأمونيا” والتي تتحول إلى “بولينا”، مما يتعب الكبد والكلى ويسبب مرض النقرس، لذلك يفضل تناول الفواكه والخضار مع الوجبة، لأن بهما مركبات مضادة للأكسدة، وبالتالي تمنع عمل الشقائق الحرة أو ما تسمى بالجذور الأكسجينية التي تدمر خلايا الجسم، وفيما يرتبط بالأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون بالدم فيفضل أن يتناولوا قطعة صغيرة من لحم الرقبة أو فخذ الخروف نظرا لقلة الدهون بها بشرط أن تكون مسلوقة‏، مشددا على ضرورة أخذ فترة راحة من تناول اللحمة أثناء أيام العيد من خلال تناول وجبة أو وجبتين من الأسماك بدلا من أطباق اللحمة الحمراء الدسمة، حيث تعتبر هذه الخطوة مفيدة في التخفيف من الكولسترول والدهون المسببة لأمراض القلب.