من 90 درهما إلى 300.. “شناقة” يخلقون أزمات في محطات الحافلات

من 90 درهما إلى 300.. “شناقة” يخلقون أزمات في محطات الحافلات

يتجرع المئات من المواطنين الراغبين في الالتحاق بأهاليهم مرارتين؛ منذ أربعة أيام الأخيرة، خصوصا أمس الأحد، إذ إلى جانب خطورة تنقلهم في حالة الطوارئ الصحية المفروضة يجدون أنفسهم أمام “مصاصي دماء” و”شناقة” وجدوا الفرصة أمامهم ليفعلوا ما شاؤوا بهم.

إذ استغل عدد كبير من أرباب الحافلات والسائقين و”الخطافة” وحتى “مساعدي السائقين” هذا الاستثناء الذي تعيشه بلادنا، ووضعوا المسافرين بين خيارين، إما أن يؤدوا أضعاف الأثمنة أو أن يمكثوا في أماكنهم، وهذا الخيار الأخير ليس قائما في ظل توقف كل القطاعات عن العمل، إذا يملأ المحطات الطرقية عاملون وميامون ومستخدمون توقفوا عن العمل إلى أجل غير محدد وهو ما حتّم عليهم تفضيل العودة إلى عائلاتهم.

ويبرر “تُجار الأزمات” تصرفهم هذا بكونهم اضطروا لخفض عدد ركاب الحافلة إلى النصف (25 مقعدا)، إذ يرون أنهم متضررون ولن يتمكنوا من سداد ثمن الغازوال، كما يفعلون في أثناء المناسبات والعطل، وهو ما أوصل التذاكر إلى أسعار خيالية، بأضعاف، إذ مثلا قفزت من 90 درهما إلى 3000 درهم، كما يورد مواطن في تصريح لـ”آشكاين” أكد فيه أنه لم يؤد منذ 40 سنة هذا الثمن الخيالي لينتقل إلى أهله.

مسافر آخر وجد نفسه تائها في محطة القامرة بالرباط أمام تذكرة لا يقدر على شرائها، إذ عليه تأدية 350 درهما إن أراد الذهاب إلى شيشاوة، وقد طالب بضرورة التدخل للحد من هذه الظاهرة التي تستفحل كلما كان الإقبال كبيرا على الحافلات.

أما من الرباط إلى مكناس فقد وصلت التذكرة إلى 130 درهما، وهي التي كانت محددة في 50 درهما (60 درهما على متن سيارة الأجرة، و90 درهما في القطار).

المعاناة نفسها بتفاصيلها عاشها ويعيشها القاصدون محطة الحافلات اولاد زيان بالدار البيضاء، حيث وقعت مشاهد مأساوية لمئات المسافرين وهم مكدسين، في مشهد يزيد من التخوفات بانتشار الفيروس بينهم وهم لا يدرون ذلك.

وهو ما أجبر عددا على التخلي عن فكرة السفر، فيما بقي كثيرون متشبثون بأمل السفر بأقل تكلفة قبل وصول موعد المنع النهائي للحافلات.