لماذا لم يتم استدعاء “فريق سلا” للوقاية المدنية في حادث انهيار عمارة شارع الشجر

لماذا لم يتم استدعاء “فريق سلا” للوقاية المدنية في حادث انهيار عمارة شارع الشجر

يرجح أن يكون سبب ارتفاع عدد ضحايا كارثة سباتة من واحد إلى خمسين ما بين قتلى وجرحى، هو العجز التام للوقاية المدنية على إنقاذ أحياء تواصلوا مع أقاربهم هاتفيا، ساعات وليالي، قبل ينهار عليهم الركام الذي كانت تزيحه جرافة خديجة بنشويخ، هذا دون الحديث عن بطئ رجال الوقاية المدنية، مع ضعف كفاءاتهم المهنية وغياب أجهزة استشعار متقدمة وآلات تقطيع الخرسانة المسلحة بكل دقة وأمان  للوصول إلى الأماكن حيث علق ضحايا عمارة سباتة، مما يبين أن العجز في جميع هياكل الدولة، إذ يكفي أن تكون هناك كارثة مفاجئة حتى يظهر هذا العجز وتبقى سياسة الترقيع هي الحل المناسب، حوادث انهيار عمارات وأبنية أو حدوث فياضانات وغرق أشخاص وحرائق غابات لا تكون يا مسؤولي الوقاية المدنية إلا نادرا، فأنتم وإن كنتم دائمي التأهب لأجل أي طارئ إلا أنه دائما تكونون قريبين من ذويكم، وأجرتكم لا بأس بها بالمقارنة مع الجندي الذي يرابض على الحدود أو الثكنات أو مهاجرا ضمن بعثات لحفظ أمن شعوب بعض الدول التي يطلق عليها "بؤر التوتر" وبين أناس ربما لا يعرف لغتهم وبعيدا عن أهله وقد يكون الأجر الذي يتقاضاه أقل بكثير، فمخاطر الجندي أكثر بكثير من مخاطر رجل الوقاية المدنية، ومع ذلك تجده كثير الصبر وأقل تذمرا منكم…كيف تسمحون لمدنيين غير مدربين المشاركة في عمليات الإنقاذ؟فهذا الحادث أكد لكل المتتبعين أن الوقاية المدنية في المغرب مجرد كذبة، وكم من حادث أثبت ضعفها وكم من حادث كان فيه المواطن البسيط هو الرجل الشجاع الشهم، وجب إذن على وزارة الداخلية إعادة النظر في هؤلاء لأنهم فعلا لا يستطيعون القيام بأي شئ حيال الحوادث فما بالك بالكوارث مع العلم أن الوقاية المدنية لا تصل في الوقت المناسب…في تعليق لأحد العاملين بالوقاية المدنية المغربية يقول:  هنالك توضيح يجهله المواطن العادي عن إدارة الوقاية المدنية، وسأبدأ الحديث بالمدير المفتش العام للوقاية المدنية، وصولا إلى كل أعوانه بمن فيهم الضباط السامون الذين نجد جلهم في سعي دؤوب لأجل  الاغتناء وتوسيع أنشطتهم الاستثمارية ناهيك عن الامتيازات الباهرة التي يحظى بها كل رئيس وحدة والعمل على ترسيخ سياسة التهميش والقمع والحرمان داخل الفئة المستضعفة والتي تتمثل في ضباط الصف من أبسط حقوقهم لأجل إتمام مسارهم الدراسي الذي يخوله لهم الدستور ومنعهم من الاتيان بأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية مخافت رصد كل الانتهاكات والاختلالات داخل الثكنات هؤلاء الأشخاص هم الجنود الحقيقيون الذين يفدون بأرواحهم لأجل هذا الوطن لهذا وجب على الحكومة والمجتمع المدني أن يعملوا على الوقوف أمام هذا الخلل وإنقاذ رجال الوقاية المدنية من الهلاك مع العلم أن المغرب اليوم يشهد تطورا ملحوظا في كل المجالات وخصوصا الصناعية منها و التي تتطلب إجراءات صارمة (…). الأخبار كلها تشير أن عناصر الوقاية المدنية انتشلت أكثر من 11 جثة من تحت أنقاض عمارة سباتة، ويبقى عدد الضحايا غير معروف إلى غاية كتابة هاته السطور، كما تقرر تعيين قائد جهوي جديد للقوات المساعدة قادم من مدينة الشاون ولا نعلم السر في هذا التعيين المفاجئ وهل له علاقة بالحادث، وأخبار أخرى تشير أن العقار المنهار سبق صدور عدة قرارات بتنكيسه وترميمه آخرها في عام 2013 ولم تنفذ تلك القرارات بسبب وجود خلافات بين مالك العقار المعروف ب"إيزنهاور"  في بداية عقده السابع وصاحب مقهى "سمر" الموجودة أسفل العمارة ، ولم يُعرف إلى الآن سبب انهيار هذه العمارة غير أن المغرب والدارالبيضاء على الخصوص شهدا حوادث كثيرة مماثلة بسبب عدم احترام القوانين والمعايير عند بناء العمارات أو المنازل، بالمناسبة لقد سبق لساكنة الحي أن أخبروا مقدم الحي والقائد بأنهم شاهدوا العمارة تميل قبل أن تنهار بيومين، فصاحب العقار استعمل نفوذه المالي مع ضعاف النفوس، وكل أصابع الاتهام تشير إلى تورط  (قائد وشيخ ومقدم ومنتخب ومهندس ومسؤول بعمالة ابن امسيك هذا الأخير أصبح اسمه يتداوله الصغير قبل الكبير ومقاول). هل ممكن اعتبار سقوط عمارة سباتة مؤشر على أن صيف هذه السنة سيكون ساخنا ؟ فعندما كانت السلطات المحلية منشغلة مع ما تقوم به جرافة بنشويخ ووسائل الإعلام والإنقاذ والنجدة وغيرها من الأشياء (بلا بلا بلا بلا)، ظهر على سطح إحدى البنايات القريبة من حادث انهيار عمارة سباتة رجل على شاكلة "إيزنهاور" وهو يحاول أن يحجب عن أنظار المسؤولين بمن فيهم والي جهة الدارالبيضاء سطات، الطابق الخامس الذي انتهى من بناءه لحظات قبل حدوث الكارثة، والمضحك أنه شوهد مسؤول بعمالة ابن امسيك يبكي أمام الحضور ويضع يده على قلبه، وكأن ضميره يؤنبه على ما اقترفه عندما ساعد "إيزنهاور" على بناء طابقين فوق عمارة آيلة للسقوط وعمارات أخرى في ملكية مالك العقار، ويتساءل مجموعة كبيرة من متتبعي الشأن المحلي بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك وقدماء المقاومين وكل شرفاء المنطقة في رسالة بسيطة يوجهونها إلى الجنرال دوكور حسني بنسليمان، سيدي المحترم، هل من الممكن إعادة النظر في أسماء الذين ترشحهم عمالة ابن امسيك لاستقبال الملك في كل مناسبة يزور فيها المنطقة والتمحيص بشكل دقيق هل هم من أبناء المنطقة وهل هم بالفعل جمعويون وقدماء المحاربين ومتطوعو المسيرة الخضراء والسؤال المهم هل هم بالفعل من أعيان المنطقة ؟ فمثلا: سبق لعمالة ابن امسيك أن قدمت صاحب العمارة المنهارة على أساس انه من أعيان منطقة ابن امسيك وأنه يقوم بأعمال خيرية بما فيها صباغة الأرصفة وساهم مرات عديدة في قفة رمضان والمحفظة المدرسية وهي من الأشياء التي يتكفل بها صاحب الجلالة أمير المؤمنين، والأرصفة تتكفل بصباغتها الجماعة الحضرية…في الجزء الثالث، ستكون هناك مفاجآت كثيرة سننقلها للقارئ عن كيفية اختيار لائحة بأسماء المنعم عليهم لحضور حفل الولاء أو أي حفل يهم القصر الملكي وكيف ومن المسؤول عن إقصاء أبناء منطقة ابن امسيك من رياضيين ومناضلين ومقاومين وجنود حاربوا المستعمر وأبناءهم واللائحة طويلة جدا… إنه من غير الطبيعي أن نسمع عن فاسد عنده ضمير ومبادئ فلا نستغرب أن يكون أحدهم شريفا ويشعر بالإنسانية ويحمل عواطف، ربما نقول أنها ظاهرة الفاسدين ذوي القلوب الرحيمة؟ ولنا عودة حول العمارات والمنازل الآيلة للسقوط بتراب عمالة ابن امسيك…  

وللحديث بقية