فنانون وسياسيون يودعون “لالة حبي” في جنازة مهيبة بالبيضاء
جنازة مهيبة بحجم فنانة كبيرة. كل الفنانين، ذكورا وإناثا، أبوا إلا أن يكونوا في وداع "لالة حبي" كما يحلو لهم مناداتها. مسؤولون حكوميون، منتخبون كبار بالدار البيضاء، برلمانيون وغيرهم، كانوا في الصفوف الأولى لوداع الفنانة جميلة بنعمر المعروفة بأمينة رشيد.
نظرة الوداع
شهدت جنازة الراحلة الممثلة أمينة رشيد، التي وافتها المنية مساء أمس الاثنين، بعد صراع طويل مع المرض، توافد العشرات من الشخصيات والفنانين على منزلها بمنطقة عين الذياب بالدار البيضاء لتقديم واجب العزاء لأسرتها.
الأزقة المحاذية لمنزلها بدأت تغص بالسيارات منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ووجد الكثيرون ممن حلوا لتقديم العزاء لأسرة الراحلة صعوبة في ركن عرباتهم. أما ممثلو وسائل الإعلام فقد تقاطروا بحثا عن شهادات من طرف من عايشوا الفنانة وخاضوا معها غمار التمثيل على المسرح والتلفزيون.
ظل الجميع ينتظر وصول وقت الظهيرة لتشييع جثمان الراحلة، لكن الأسرة فضلت انتظار وصول كل أفرادها القادمين من مناطق مختلفة، وكذا قدوم أصدقائها لإلقاء نظرة الوداع عليها في المنزل، قبل مواراة الثرى عليها بمقبرة الرحمة.
قبيل صلاة العصر انطلق موكب رسمي من منزل الراحلة صوب مقبرة الرحمة، وسط حزن عميق ودموع منهمرة من أفراد أسرتها وأصدقائها الفنانين، أمثال نعيمة إلياس، رشيد الوالي، محمد الجم، محمد حسن الجندي، محمد مفتاح، منى فتوى، ثريا جبران، نزهة الركراكي وآخرين ممن عاشوا معها لحظات فنية سنوات طويلة.
مسؤولون يودعون لالة أمينة
داخل مقبرة الرحمة كان المئات من المواطنين والفنانين والمنتخبين والمسؤولين الحكوميين يودعون الراحلة أمينة رشيد، حيث أدوا صلاة الجنازة عليها بالمسجد الموجود بالمقبرة، قبل أن يتم نقلها صوب مثواها الأخير.
وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، رئيس جهة الدار البيضاء سطات مصطفى البكوري، برلمانيون من العاصمة الاقتصادية، منتخبون بعدد من المقاطعات، رجال أعمال بقيادة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين مزوار والمدير العام لشركة "الضحى" العقارية أنس الصفريوي.. كلهم حضروا لوداع "لالة حبي".
واعتبر صلاح الدين مزوار، رئيس "الباطرونا"، أن وفاة هذا الهرم الفني المغربي "هو فرصة للتأكيد على أن هذه الطاقات التي تتوفر عليها بلادنا يجب أن يتم منحها الاهتمام لأن عطاءها هو انفتاح للمجتمع".
شهادات في وداع أمينة
يتذكر العديد من الفنانين والشخصيات الذين عاشروا الفنانة الراحلة، أو الذين تابعوا مسارها في التلفزيون والسينما المغربية، لقطات عديدة معها، وكذا دورها وعطاؤها في الساحة الفنية المغربية.
الفنان با عزيزي، بعدما عبر عن حزنه على رحيلها، قال إن أمينة رشيد لم تكن تفارقها الابتسامة طوال اللقاءات التي كانت تجمعها بالفنانين والأصدقاء، فإن الراحلة "كانت معروفة بابتسامتها وعطفها ودعواتها للفنانين، ولَم يسبق لها أن أساءت لأحد أو صدر عنها ما يعيبه، كلشي تاتقول الله يسخر".
وشبه الفنان با عزيزي، الذي زار منزل الراحلة، فقدان هذه القامة الفنية المغربية بـ"فقدان اليد لأحد الأصابع، لا يمكن تعويضه"، مضيفا أنها هي الأخرى "لا أحد سيعوضها".
أما الفنانة المغربية منى فتو، التي شاركت الراحلة في بعض الأفلام السينمائية، فأكدت أن أمينة رشيد "كانت صديقة وأما وهبها الله لنا، تفاؤلها كان كبيرا، وكنت أقول في قرارة نفسي إنها لن تموت".
وتابعت فتو قائلة: "الحاجة دائما كان في لسانها النكتة، وفي أحلك الظروف تبعث فيك الحيوية، رغم أن الحياة بالنسبة إليها انتهت مع وفاة زوجها عبد الله بنشقرون".
وكانت الراحلة قد وافتها المنية عن عمر يناهز 83 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، الذي غيبها في السنوات الأخيرة عن الساحة الفنية والسينمائية، بعد مسار طويل من العطاء، سواء على خشبة المسرح أو في السينما.
وبعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنانة الراحلة أمينة رشيد، إذ أعرب في هذه البرقية لكافة أهل وذوي الراحلة، ولجميع أفراد عائلتي بنشقرون وبنصالح، ومن خلالهم للأسرة الفنية الوطنية، ولكافة أصدقاء الفقيدة المبرورة ومحبيها، عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته في هذا المصاب الجلل، سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.