فاجعة ” إنقلاب قطار بين الرباط والقنيطرة وأنباء عن وفاة 5

فاجعة ” إنقلاب قطار بين الرباط والقنيطرة وأنباء عن وفاة 5

يبدو أن قطارات المغرب أصبحت مقبرة لركابها، إذ لم تكد ذاكرة الشارع المغربي أن تشفى من الحادث المروع لإصطدام قطار يربط طنجة بالبيضاء بسيارة لنقل العمال على مستوى العوامة ببني مكادة، حتى إستفاق على فاجعة إنحراف قطار يربط بين الرباط والقنيطرة، على مستوى منطقة بوقنادل، اليوم الثلاثاء، مخلفا عددا من القتلى والمصابين، وإن كانت الأعمار بيد الله، فإن حماية الأرواح وقائيا هي مسؤولية تتحملها الجهات الحكومية.

وكما كشف التحقيق الذي أجره محققوا الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في فاجعة طنجة، عن إخلال بعض المسؤولين بمهامهم في تأمين ممرات السكك الحديدية، فلا شك أن التحقيق الذي سيفتح لتحديد ملابسات “فاجعة بوقنادل” قد يكشف بدوره عن إخلال المكتب الوطني للسكك الحديدية بالقيام بواجبه في صيانة خطوط القطار، خاصة أنه من المفترض أن يقوم “مكتب الخليع” بصيانة السكك الحديدية تبعا للتحولات المناخية، بمعنى أن حلول فصل الشتاء يستوجب صيانة السكك لتجنب تاتير الأمطار وإنخفاض الحرارة على قطبان الحديدية التي يسير عبرها القطار، وأن يراقب السكك لتجنب إصطدام القطار بالحيوانات أو غيرها.

لطالما عانى المغاربة من ضعف ورداءة خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية، وكان بعضهم ينتظر ساعات طوال مضيعا مصالحه، بسبب تأخر قطارات الخليع عن موعدها، وفي المناسبات والعطل يتكدس الركاب وسط العربات، في غياب تام للاجراء ات الحمائية التي من شأنها ضمان السلامة الجسدية للركاب، واليوم تحولت “قطارات الخليع” إلى مقبرة من حديد لمن يركبها.

قد يشفق المغاربة على حالهم، فالموت اصبح يأتيهم، بحرا في قوارب الهجرة، وبرا في الطرق السيار وعبر السكك الحديدية، حتى أصبحت نسبة ضحايا حوادث النقل بالمغرب قريبة إلى ضحايا الهجمات الإرهابية في بعض الدول التي ترضخ تحت نيران فوضى الإرهاب، هذه الأحداث تكشف عن عجز المسؤولين المغاربة على توفير السفر الأمن للمواطنين، بعدما فشلوا بشكل ذريع في توفير العيش الكريم.

رحم الله قتلى قطار بوقنادل وشفى جراحاه، وعفى الله على المغاربة من المسؤوليين الذي يهملون واجبهم إتجاه مواطنهم.