“صفارات الإنذار” للدراجات النارية تغزو شوارع مدينة الجديدة

“صفارات الإنذار” للدراجات النارية تغزو شوارع مدينة الجديدة

إن استعمال الدراجة النارية كوسيلة من وسائل التنقل وقضاء الأغراض والحاجات هو أمر ضروري , لكن عندما يتحول استعمالها لسلوكيات عشوائية و غير قانونية فهو أمر مرفوض تماما لتشكيلها خطرا على الأفراد والمجتمعات بالإضافة إلى معضلة الثلوث أكان سمعيا أم بصريا زيادة على الإزعاج و الضجيج المهم الذي تطرحه ، كما أنها أصبحت منبوذة من قبل الجميع، واللافت للإنتباه أن هذه الظاهرة تفاقمت بين مختلف الفئات العمرية، كما أن الكوارث التي تسببها من العشوائية إلى حوادث السير التي بدورها أغلبها تكون مميتة، حيث تفيد الأرقام بأن ركاب الدراجات النارية C90 معرضون للموت أكثر من مستعملي السيارات لأن أغلبها مستوردة من دولة الصين والتي تتميز بالسرعة المفرطةو التي تنعدم فيهم خصال احترام الأسبقية و الالتزام بأقصى اليمين والسير في مسار متعرج ، كما أن غالبية السائقين خصوصا فئة الشباب لا يحترمون الضوء الأحمر أو الجهة التي تسمح بالتجاوز، دون أن نتناسى إنعدام ارتداء الخوذات و في حالة إرتدائها تكون غير مناسبة أو غير محكمة الربط، يدقون مزامير دراجتهم بأعلى الأصوات . فمن خلال هذه المعطيات أصبحت تعرف مجموعة من أزقة وشوارع مدينة الجديدة، منذ فترة قريبة، تفشي هذه الظاهرة بمرور الدراجات النارية بطريقة جنونية و تشكيلها إزعاجا كبيرا للساكنة، خاصة حينما يعمد أصحابها إلى السياقة بسرعة غير متوازنة , فتراهم يطلقون العنان لمحركاتهم و كأنهم في حلبة السباق .
ورغم أن هناك قانون ينص على أن أي دراجة نارية مزودة بمحرك لا تتعدى أسطوانتها 50 سنتيمترا مكعبا، ولا تتجاوز سرعتها50 كيلومترا في الساعة، يجب على صاحبها التوفر على رخصة السياقة
لكن هؤلاء لايعتبرون القانون ، فارتفاع نسبة حوادث السير وشكايات المواطنين في تزايد ملحوظ بسبب الدراجات النارية المعروفة ب C 90 “القاتلة” ,حيث أصبح الكثير من ساكنة مدينة الجديدة يبدون استيائهم من هذه الفوضى التي باتت تعرفها شوارع وأزقة المدينة من جراء الإزعاج الحقيقي من طرف هؤلاء المراهقين الطائشين ليلا ونهارا وهو شبه كرنفال للضجيج بسبب السلوكات الطائشة لمستعمليها
بالرغم من أن السلطات الأمنية بالجديدة قامت مرات عديدة بمجموعة من الحملات بمختلف شوارع المدينة و التي استهدفت سائقي الدراجات النارية والدراجات ثلاثية العجلات، وأسفرت عن تحرير عشرات المخالفات في حق غير الحاصلين على رخصة السياقة أو الخوذة أو الوثائق الرسمية،
استحسنت ساكنة مدينة الجديدة إلى الحملات التمشيطية التي قامت بها المصالح الأمنية ودعوا من خلالها إلى تنظيم بمثلها مرة أخرى وذلك للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين بالمدينة.
لكن هؤلاء الطائشين والمتهورين لا يبالون بالقوانين ولا احترام الاشخاص المسنين ولا للبيئة ولا للنساء الحوامل والأطفال ولا للرضع ولا حتى الأشخاص المرضى
كما أن سائقي هذه الدراجات النارية يشكلون خطرا كبيرا على أنفسهم بالدرجة الأولى وعلى السيارات وحتى على الراجلين بحكم سيرهم على الرصيف، ففي شارع محمد السادس مثلا بالقرب من حديقة محمد الخامس ترى كارنفال الدراجات النارية بألعاب بهلوانية فوق الرصيف وسط المارين يتسابقون بصوتها الرهيب والمخيف و تدق صفارة الإنذار متجهين بطريقة عشوائية وما على الراجلين إلا الاستعداد للهروب والإجلاء خوفا على حياتهم وحياة أبنائهم الصغار ، إن مدينة الجديدة أصبحت لا تستطيع أن تنعم بالهدوء ، لا تمر بضع دقائق حتى تقطع سكينتك صوت شائك لدراجة نارية كالقنابل، يصر على بلوغ مستوى عميق من قناة سمع الأذن البشرية
هنا يمكننا الجزم ان المسؤولية تتحملها الدولة التي ترخص لاستيراد هذا النوع الرديء من الدرجات الصينية الرخيصة و التي لا تحترم المعايير المعمولة بها في الدول التي تهتم بصحة الإنسان و سلامته
مما يفرض على الجهات المسؤولة والمختصة القيام بتدخلات حازمة لردع هؤلاء المخالفين حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه كما يجب إصدار قرارات أمنية عاجلة تضرب بيد من حديد على سائقي الدراجات النارية و حجزها أو القيام بشطرها إلى نصفين بحيث يستحيل إخراجها مرة ثانية و كذا معاقبة كل مسؤول عن المراقبة الميكانيكية للدراجات بالسجن النافذ إذ ما قام بإدخال تعديلات عليها مما جعلها أكثر ضجيجا، كما يجب وضع حد لمثل هاته التصرفات الغير اللائقة بالإضافة إلى فرض عقوبات لمن يتعمد إزعاج السكان خصوصا في الفترات المتأخرة من الليل