جمعية ‘الأمل’ تعيد الأمل لمرضى القصور الكلوي في الدار البيضاء
عبدالمجيد مصلح
يعرف قطاع الصحة العمومية في المملكة المغربية، و منذ سنوات تدهورا خطيرا يتجلى في مظاهر الإهمال و اللامبالاة التي أضحت تميز أغلب المستشفيات عبر تراب المملكة، و ذلك لغياب العناية في المؤسسات الاستشفائية العمومية ، هذا زيادة عن الأخطاء الطبية التي صارت تعد بالآلاف و حرمان العديد من المرضى من حقهم في العلاج (…) ما دفع بالكثير منهم إلى تفضيل التداوي بالأعشاب أو السفر إلى مصر من أجل القيام بعمليات زرع الأعضاء و على رأسها عمليات زرع الكلي، و هو الأمر الذي بات يقدم عليه المرضى ذوي الإمكانيات المادية المهمة…
فمعاناة الطبقة الهشة و الذين هم في وضعية متردية مأساوية، و تفشي الأمراض منها على الخصوص مرض القصور الكلوي المزمن، الذي يكون في الغالب نتيجة طبيعية للظروف المعيشية المزرية التي يعيشها غالبية مغاربة المغرب الغير النافع، حيث دعا جلالة الملك محمد السادس، على ضرورة سن قوانين تحفظ حقوق مرضى القصور الكلوي، من خلال إنشاء عدة مراكز لتصفية الدم في مدينة الدار البيضاء و النواحي، بهدف تنظيم القطاع و تسييره بالشكل الصحيح للتخفيف من معاناة هذه الفئة من المرضى، و الحد من تزايد المصابين، مطالبا بنهج سياسة شاملة و واضحة المعالم تضمن التكفل الجيد بهؤلاء المرضى، علما أن غالبية المصابين يعيشون تائهين و يعانون في صمت.
و لعل تأسيس جمعية "الأمل" لمرضى القصور الكلوي، جاء لكي تولي اهتماما كبيرا بهؤلاء المرضى من خلال تطوير مراكز تصفية الدم، بل و تنفيذ مشاريع أخرى في مناطق بعيدة عن المجال الحضري تلبية للسياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتحسين أداء هذه المراكز…
و للوقوف على مدى تطبيق التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تحسين أداء مراكز تصفية الدم، كان لزاما تجسيد مخططات و برامج قادرة على تطوير القطاع طمعا في جني ثمار كبيرة من خلال تقديم هذه الخدمة الإنسانية، لاسيما و أنها تضع من أولوياتها الكثير من المسائل الحساسة التي طالما كانت سببا في مشاكل كثيرة كان و ما يزال يتخبط فيها مرضى القصور الكلوي من الطبقة الهشة و ذوي الدخل الضعيف، ما أدى إلى حالة التسيب و الإهمال في جل مراكز تصفية الدم الخاصة.
فإلى جانب تسهيل تمكين المواطنين للحصول على تطبيب في ظروف جد ممتازة و بثمن رمزي في غالب الأحيان، كما هو الشأن بالنسبة لجمعية "الأمل" لمرضى القصور الكلوي التي عززت من إمكانيتها للتكفّل بالحوامل المصابات بقصور الكلي خلال المراحل التي تسبق الولادة، و هذه الأهداف التي تحققت على أرض الواقع كحلقة الوصل سترمم لا محالة علاقة المواطن بمراكز تصفية الدم، بعد الشرخ الذي حصل و النظرة السيئة التي سبق للطبقة الهشة و ذوي الدخل الضعيف أن كونوها على القطاع الخاص نتيجة الإهمال و سوء الاستقبال و الدفع المسبق و الثمن الباهظ للحصة الواحدة، هذه المشاكل أودت بحياة الكثيرين ناهيك عن التفكير في جني الأرباح أكثر من الجانب الإنساني و الاجتماعي(…).
و تبقى معاناة المواطن مستمرة باستمرار هذه الظروف (القطاع العام و الخاص) في انتظار توفير التكفّل الصحي الجيد الذي يطمح إليه الجميع.
وللحديث بقية