تقرير: اﻟﻣﻐرب يتمتع ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻗﺗﺻﺎدي وﺳﻳﺎسي ﻳجدب اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب

تقرير: اﻟﻣﻐرب يتمتع ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻗﺗﺻﺎدي وﺳﻳﺎسي ﻳجدب اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب

الأرشيف

 

أكد تقرير للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أنه ﺑﺧﻼف اﻟﺗوﺗرات اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻷﻣﻧﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط، يتمتع اﻟﻣﻐرب ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻗﺗﺻﺎدي وﺳﻳﺎﺳﻲ يجدب اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب وﻻ ﺳﻳﻣﺎ اﻷوروﺑﻳﻳن منهم .

 

وأضاف التقرير الذي أنجزته وحدة الدراسات الاقتصادية التابعة للمركز، أن المغرب يتوفر كذلك على ﺑﻧﻳﺔ ﺗﺣﺗﻳﺔ ﻗوﻳﺔ وقريبة ﺟﻐراﻓﻳا ﻣن اﻟﺳوق الأوربية، ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرة اﻟﻳد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، مبرزا أن المغرب ينتظر دﺧوﻝ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻳﺔ ﺣﻳز التنفيذ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟﻘﺻﻳر، ﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺳﻳﺎرات.

 

وأكد المركز أن المغرب أﺿحى ﻣﺣﻝ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب وﺧﺎﺻﺔ اﻷوروﺑﻳﻳن، ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻧدﻻع اﻟﺛـوارت اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻓــﻲ ﻋــﺎم 2011 ﺣﻳـث ﺑﺎﺗت ﻛﺎﻓﺔ أﺳواق اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻻ سيما منها ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎﻝ إﻓرﻳﻘﻳﺎ ﻣﺣﺎطﺔ ﺑﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﺗﻬدﻳدات اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻷﻣﻧﻳﺔ. وأشار ﻓﻲ هذا الصدد، إلى أنه في أﺑرﻳﻝ اﻟﺟﺎري، وﻗﻌــت ﺷــرﻛﺔ "رﻳﻧــو" اﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ للسيارات اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻐرب ﺑﻘﻳﻣﺔ ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر من اﻟﻣنتظر أن ﺗﺧﻠق 50 أﻟف ﻓرﺻﺔ ﻋﻣﻝ، وذﻟك ﺣﺳبما أﻋﻠـن وزﻳـر اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣوﻻي ﺣﻔﻳظ العلمي، ﻟﺗﺿﺎف إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺻﻧﻌﻳن آﺧرﻳن ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﻳﺎرات ﺑﺎﻟﺑﻼد.

 

وقال التقرير، استنادا إلى ﻧﺎﺋب وزﻳر اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟروﺳﻲ ﻓﻳﻛﺗور إﻓﺗوﺧوف، إن روﺳﻳﺎ دخلت خلال الشهر ذاته ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿات ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣة اﻟمغربية ﻹﻧﺷاء ﻣﺻـﻧﻊ ﻟﺗﺟﻣﻳﻊ اﻟﺷﺎﺣﻧﺎت ﺑﺎﻟﺑﻼد .

 

ويلاحظ التقرير ، أن هناك أقبالا كبيرا من لدن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻟﻧﻘــﻝ ﺧطوط الإنتاج واﻟﺗﺟﻣﻳﻊ إلى ﺎﻟﺳوق المغربية ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻓــرص اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر وﻣزاﻳــﺎ اﻹﻧﺗــﺎج، وﺗﺣدﻳــدا في سنة 2013 ﻋﻧــدﻣﺎ ﺑــدأت ﺷـرﻛﺔ"ﺑوﻣﺑﺎردﻳﻳﻪ " اﻟﻛﻧدﻳــﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟطﺎﺋرات واﻟﻘطﺎرات إﻧﺷــﺎء ﻣﺻﻧﻊ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ 200 ﻣﻠﻳون دوﻻر ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻹﻧﺗﺎج أﺟزاء ﻟطﺎﺋارﺗﻬﺎ. 

 

واعتبر التقرير أن اﻟﻣﻐرب يعد ﻣن أﻛﺑر اﻟدوﻝ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎﻝ إﻓرﻳﻘﻳﺎ، ﺣﻳث ﺗﺳﻳر ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﺑوﺗﻳرة ﺳرﻳﻌﺔ، إذ زادت ﻣــن حوالي 25 ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر سنة 2011 إﻟﻰ 35 ﻣﻠﻳﺎردوﻻر سنة 2014 ،ﻟيكون ﺑذﻟك ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺑر ﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﺑﻌد ﻣﺻر ﺧﻼﻝ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ.

 

واﻟﻼﻓت ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ، يضيف التقرير، أن ﻫﻧﺎك ﺗﺣوﻻ ﻣلموسا ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻘطﺎﻋﻳﺔ ﻟﺗﺗدﻓق إﻟﻰ ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﻳﻠﻳﺔ، ﺧﺻوﺻا اﻟﺳﻳﺎرات، ﺑﺟﺎﻧب ﻗطــﺎع اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟــذي ﻳﺳــﺗﺣوذ ﻋﻠــﻰ 61 في المائة ﻣن رﺻﻳد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﺑــﺎﻟﺑﻼد اﻟﻣﻘــدر ﺑـ 45 ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر ، وكذلك وﺑﻔﺿﻝ أﻣواﻝ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺳـﻳﺎرات، أﺿـﺣت ﺻـﺎدارت اﻟﺳـﻳﺎرات ﺗﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ 22 في المائة ﻣن إﺟﻣاﻟﻲ ﺻﺎدارت اﻟﻣﻐرب ﺧﻼﻝ 2015 ﻟﺗﺗﻔوق ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ صادرات اﻟﻔوﺳﻔﺎت اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ 21 في المائة.

 

وأبرز التقرير ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻝ المغرب نموذجا جاذبا للاستثمارات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ، وأجملها في الاﺳـﺗﻘرار الاﻗﺗﺻﺎدي، "حيث توﺣﻲ اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻛﻠﻳﺔ ﻟﻠﻣﻐرب بأنه لا يزال الأكثر استقرارا ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎﻝ إﻓرﻳﻘﻳﺎ، وﺑﻣﻧﺄى ﻋن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻣﺗﻔﺎﻗﻣﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس واﻟﺟزاﺋر وﻟﻳﺑﻳﺎ ، وأنه ﻣﺎ زاﻟت آﻓﺎق اﻟﻧمو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻋـدة، ﺣﻳـث ﺗﺳﺎرﻋت وﺗﻳرة اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي مسجلة ارﺗﻔﺎﻋا من 24 في المائة عام 2014 إﻟﻰ 44 في المائة عام 2015 ، فضلا عن أن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻟدﻳون ﻣﻘﺑوﻟﺔ وﻓﻲ اﻟﺣدود اﻵﻣﻧﺔ".

 

وأكد ، في السياق ذاته، أن اﻟﻣﻐرب يرﺗﺑط ﺑﻌﻼﻗﺎت اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد الأوروبي منذ ﺗوﻗﻳﻊ اﻟﺟﺎﻧﺑﻳن اﺗﻔﺎق اﻟﺷراﻛﺔ اﻟذي دﺧﻝ ﺣﻳز اﻟﺗﻧﻔﻳذ ﻓﻲ ﻋﺎم 2000 ، والذي تسارعت بموجبه وﺗﻳرة اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ ﺑﻳﻧﻬﻣـﺎ، وﻛﺎن ﻟه " ﺗﺄﺛﻳر إﻳﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ آﻓﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر حيث يعد اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ حاليا اﻟﺷرﻳك اﻟﺗﺟﺎري اﻷوﻝ ﻟﻠﻣﻐرب ﺑﻘﻳﻣﺔ تبادل ﺗﺟﺎري ﺑﻠﻐت 33 ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم 2014" . 

 

وأضاف التقرير أن اﻟﻣﻐرب يجذب اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻳﺔ واﻹﺳﺑﺎﻧﻳﺔ واﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ أﻳﺿا ﻟﻌدة ﻋواﻣﻝ ﺗﺗﺻﻝ ﺑاﻟﻘرب اﻟﺟﻐراﻓﻲ، واﻟﻳد اﻟﻌاﻣﻟﺔ اﻟرﺧﻳﺻﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑدوﻝ أﺧرى، وﺗوﻓر اﻟﺑﻧﻳﺔ اﻟﺗﺣﺗﻳﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﻬوﻟﺔ اﺗﺻﺎﻝ اﻟﺑﻼد ﺑﺎﻷﺳواق اﻹﻓرﻳﻘﻳﺔ ، فضلا عن توفر أطر تشريعية وﺗﻧظﻳﻣﻳﺔ ﻣﺣﻔزة ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ.

وخلص التقرير إلى أن "اﻟﻧﻣوذج اﻟذي تبناه اﻟﻣﻐـرب ﻟﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن يقوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻳن رﺋﻳﺳﻳﻳن ﻫﻣﺎ اﻟﻣازﻳﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻳﺔ، وﻋﻣق اﻟﻌﻼﻗات اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻣع دوﻝ اﻟﺟـوار اﻷوروﺑﻲ حيث يﺗﻌـﺎون اﻟﻣﻐـرب ، منذ سنوات عديدة، ﻣﻊ أوروﺑﺎ ﻓي ﻣﻠﻔﺎت ﻋدﻳدة ﻟﻌﻝ أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻬﺟرة ﻏﻳـر اﻟﺷـرﻋﻳﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣـﺔ اﻹرﻫـﺎب، ما مكنه ﻣـن ﺗـﺄﻣﻳن ﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺷرﻳك اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﻻﺗﻬما اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﻳد". المصدر:الايام24