بيان صحفي : الدورة 6 لمهرجان جوهرة في رحاب 100 سنة من الحداثة
تقام الدورة 6 من المهرجان الدولي للموسيقى جوهرة أيام 4 ,5 ,6 غشت 2016 ، واختارت الدورة لنفسها 100 سنة من الحداثة ، ولم يكن الاختيار أبدا من فراغ ، بل أملاه تزامنها مع مضي قرن من الزمان قطعته الجديدة عاصمة الإقليم في أحضان تحولات جذرية ، قادتها بسرعة كبيرة من مدينة أرادها الماريشال ليوطي أن تكون مدينة متقاعدين شبيهة بدوفيل الفرنسية ، إلى مدينة تعيش صخبا إيجابيا وعلى جميع الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
مدينة تصنع الحدث بامتياز اعتمادا على ما راكمته من فعل ثقافي وتاريخي ، أكسبها هويتها التي تمردت حتما على المهدومة لتنخرط في ركاب تنمية مستدامة تصنع فرص عيش كريم للقاطنين بها.
ملصق الدورة 6 لمهرجان جوهرة ، أخلص للتاريخ ، بل انصهر فيه للدرجة التي جعلته عبارة عن قاطرة تنمية ، تعترف للمدينة بما قطعته من أشواط على درب تنمية شاملة ، كانت محطاتها بارزة بل حاسمة في إكساب الجديدة ذلك النفس الضروري لتنمو شامخة جنوب الدارالبيضاء وفي صمت ، عادة يسبق التألق.
الملصق يستوقف سنة 1916 مرتكزا أساسيا في موعد المدينة مع الحداثة من خلال بناء منار سيدي بوافي وميناء الجديدة وكلاهما جعلا الجديدة تنفتح على الآخر الذي هو الغرب ،
وفي سنة 1916 بني أول مستشفى عصري بالمغرب بحي القلعة ، وأدارته مادام دولانوي كأول طبيبة رئيسة للمستشفى لتخوض حربا إنسانية لفائدة ساكنة المدينة ضد الجذري والسل والطاعون وبعدها تبدأ مرحلة تلاقح ثقافي أثمر سنة 1925 بناء المسرح البلدي الذي سيكون مشتلا لإنجاب حركة مسرحية قوية رصعتها أسماء كبيرة ضمنها محمد سعيد عفيفي ومحمد بنبراهيم والقائمة طويلة.
وفي السنة ذاتها بناء الثانوية المختلطة ابن خلدون التي تخرج منها رجالات دولة مرموقين كالمرحومين الطاهر المصمودي والمصطفى ساهل غيرهم من الأحياء ومنهم إدريس جطو والمصطفى الكثيري وحسني بن سليمان وعبدالحق القادري.
كانت المرحلة الأولى بين 1916 إلى 1956 ومدتها 40 سنة بالتمام ، مرحلة أخذت فيها المدينة من الآخر مرتكزات أساسية في إقلاع ينتظرها مستقبلا ، دون التفريط في هويتها التي أخلصت للانفتاح والتسامح مع الآخرين ، لدرجة جعلت ملاح المدينة نموذجا يقتدى به في تعايش المسلمين واليهود وتقاسم السخينة وأطباق أكل مختلفة.
المرحلة الثانية التي يحيلنا عليها الملصق من 1956 إلى 1999، كانت محورية ، وخلالها انطلقت المدينة في عهد الراحل جلالة الملك الحسن الثاني تصنع تحولا كبيرا هذه المرة وفضلا عن وظيفتها الفلاحية ، قادها إلى الوظيفة الصناعية بالجرف الأصفر سنة 1984 ، وإلى الوظيفة الجامعية بإحداث جامعة شعيب الدكالي سنة 1989 ، وما رافق ذلك من متغيرات إيجابية على المشهدين الاقتصادي والثقافي.
المرحلة الثالثة من 1999 إلى الآن تؤرخ للجديدة ومن خلالها كل إقليم الجديدة في ركاب تنمية مستدامة ، تتجلى في الحدب المتواصل الذي يغدقه جلاله الملك محمد السادس نصره الله على الجديدة وأهلها ، ضمن رهان وطني رائد يهدف جعلها حلقة أساسية في تنمية جهوية موسعة متناغمة مع مؤهلاتها الفلاحية والسياحية والصناعية ، وتجعل من الخيرات الثقافية رصيدا لا مادي ، يوظف قاطرة لتسويق أكثر لمؤهلات دكالة بصفة عامة ، بالشكل الذي يجعل حتما الفعل الثقافي في علاقة جدلية مع محيطه الاقتصادي والاجتماعي ، بل وأكثر من ذلك عامل جذب للسياح وفي بعد أشمل مفتاحا ضروريا لتنشيط سياحة الأعمال.
وفيما يشبه الختم ،بين 1916 ,2016 مسيرة تمتد على 100 سنة ، تفرض على المهرجان الدولي للموسيقى أن يكون من حلقاتها القوية لإنعاش السياحة الثقافية ، بل جسرا متميزا كي تواصل هذه المدينة سفرها على درب الحداثة والعولمة وبالطبع في ارتباط بتاريخها المنتشي بالكثير من المكتسبات.
زكية أعلا – مسؤولة الشراكات والصحافة والإعلام