بطاقة السائق المهني.. والصعود إلى الهاوية ..!
علينا قبل كل شيئ البحث عن الطريقة الملائمة لدفع السائق المهنيي إلى المشاركة حتى يستطيع أن يقول لصناع القرار ما يلزم قوله ، أما اليوم ففي المغرب كما في العالم أجمع ، لا تقدم ممكن بغير استطلاع رأي ، و الحال أن ما يتميز به قطاع السياقة المهنية يشتغل ب"التفقيرقراطية" ، أي أن إستنزاف و تفقير و إثقال كاهل السائق المهني يصبح نظاما للتدبير و التسيير ، و هو ما يفسر إستياء و احتجاج المهنيين على استنساخ هجين لتجربة غربية يصعب تفعيلها بسلاسة مع سائق مهني بينه و بين الغرب فجوة كبيرة ، استنساخ غيرُ مُكْتمِلْ لم يراعي الظروف الهاشة و الأجور الهزيلة للسائقين المهنيين ، قد يكون هناك استثناء لكنه يبقى مجرد استثناء لا يمكن تعميمه .
إن الحاجز الأول الذي يعترضنا عندما نرغب في تحليل هذا الموضوع ، هو غياب المعطيات الموثوق بها من جهة ، من جهة أخرى فلوبيات قطاع السياقة المهنيية تحاصر و تحول دون الوصول إلى الحقيقة ، تلك الحقيقة التي يمكن إختزالها في بعض الأسئلة المحتشمة نحصرها فيما يلي : من المسؤول عن تردي قطاع السياقة المهنيية و تَخَلُّفِه رغم ما حققه من نجاح في الدول الغربية و فشل دريع في بلدنا ؟ ولفائدة من تم التنصيص على إجبارية التكوين المستمر ؟ و إن كان الهذف من البطاقة المهنية هو إصلاح الوضعية المتأزمة للسائق فمن حَرّفَ هذا الإصلاح و جعله أداة لنسف السائق المهني و إستنزافه تحت غطاء قانوني؟
أسعار فوق خيالية .. مدة مبالغ فيها .. محتوى فارغ .. غاية ربحية وليس إصلاحية.. أعباء إضافية ..إنه سيناريو قاتم لقطاع أضحى يشكل كابوسا للمهنيين .
بطاقة السائق المهني أذغال العذاب البشري، و حضن مكتوب بكل صنوف البلايا و الرزايا التي اختمرت معاصر شراب من زَقّوم ، يحتسي سمه السائق المهني المنهوب المقهور ، فنحن مع إصلاح قطاع السياقة المهنيية بما يتلائم و الوضعية الإجتماعية و الإقتصادية للسائق لكن وفق معايير معقولة و واقعية ، نحن مع القانون لكن ليس مع من يُوَظِفُ القانون لنسف السائق المهنيي و يجتهذ في النص القانوني ليجد مخرجا أو ثغرة للإغتناء . نحن مع الإصلاح لحساب السائق المهني لا على حسابه ، فالبالقانون نصل إلى الشرعية و بالشرعية نحقق مطالبنا المشروعة وفق القوانيين المعمول بها في مملكتنا العلوية الشريفة .
و إننا ندعو لمراجعة للنصوص القنونية بشأن السياقة المهنية و ليس بمراجعة الأثمان لأن الداء و الدواء يوجد في النص و أي تشخيص دون هذا فهو غير صائب و عقيم و سيكون مصير السائق المهني ، كسيزيف و هو شخص عاقبته الآلهة زيوس بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه ، فإذا وصل إلى القمة تدحرجت إلى الوادي ، و يظل هكذا حتى الأبد ، فأصبح زمز العداب الأبدي .
فالتغيير مُمْكن لكن بأدوات قانونية و وفق روح الوثيقة الدستورية و ما دون ذلك فهو مستحيل ، لأن الإعدادات تغيرت و لا تسمح لنا بالرجوع إلى الخلف .المصدر:طاكسي بريس