براعم “الرسالة التربوية يخلدون ذكرى عاشوراء العظيمة

براعم “الرسالة التربوية  يخلدون ذكرى عاشوراء العظيمة

 احتفى براعم مؤسسة الرسالة التربوية بسلا بمقر الفيلا التابعة للمؤسسة بحي اشماعو والمخصصة في معظمها للتعليم الأولي،بذكرى عاشوراء العظيمة، في جو من الفرحة والبهجة زاده حضور البهلوان سرورا وحيوية ونشاطا، واستمتعت بذلك نسائم الورد،وينابيع الرحمة أحباب الرحمان والذين تحيط بهم الملائكة،ولا ريب في ذلك،و في مثل هذه الأيام المباركة المقدسة عند الله تعالى بشهر محرم الحرام، وتحفظهم بإذن الله في سائر أيام الله من شر ما خلق من الجن والإنس

وبالفعل، تم الاحتفال مع كتاكيت المؤسسة وفق ما نصت عليه السنة النبوية الزكية والتقاليد المغربية العريقة، إذ غنوا وتغنوا بهذه الشعيرة الإسلامية وحملوا معهم لعبهم المتنوعة وطعاريجهم ودماهم الجميلة وهم أيضا في حلل بهية وزينة مختلفة الألوان والأشكال تأخذ بالألباب، وتناولوا ما شاء لهم من فواكه جافة وتمور وحلويات ،وهي المفيدة صحيا والمغذية جدا للصغار وللكبار بل هي ما ينصح به الأطباء لضمان تغذية سليمة خاصة عند وجبة الفطور، وحبذا لو أخذت مكان ما يروج للصغار كما للكبار من بسكويت وحلويات اصطناعية غنية بالمواد الحافظة والكيماوية المضرة بالجسم والعقل،وياليتهم يصدرون مذكرة وزارية بمنع إدخال مثل هذه
المواد الغذائية الاصطناعية بصباحات كل المدارس بالمملكة
والجدير ذكره أن مؤسسة الرسالة التربوية التي هي اسم على مسمى لتسطر كل سنة برنامجا تربويا كاملا يحفل دوما بكل جديد مفيد وممتع تتميز به إلى حد بعيد عن بعض المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة المعروفة كلما حلت مناسبة دينية أووطنية ،إقليمية أو عالمية لتنخرط فيها بكل ما أوتيت من كفاءات تربوية ومؤهلات إدارية ومواهب تلاميذية يشهد لها القاصي والداني ،فهي تسعى كما توضح صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك إلى تحقيق مشروع تربوي يرتكز على تكوين مواطن مسؤول ،يعي حقوقه وواجباته ،متشبث بقيمه الدينية والوطنية ومنفتح على الحضارات الإنسانية ويجيد الحوار والتواصل ويقبل الاختلاف، كل ذلك يجري في إطار مشروع مؤسسة الجودة
فإلى جانب العملية التعليمية المشهود لها بالكفاءة والجدية المطلوبة ،هناك كم هائل من الأنشطة الموازية والأندية الثقافية والرياضية التي يستفيد منها أطفال المؤسسة،منها ماهو مؤدى عنه بصفة شهرية أو سنوية ومنها ما هو متاح للجميع ويدخل في اختصاصات المؤسسة بغية توسيع مدارك الطفل على المحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي للبلاد ومن الأندية التي أثث بها فضاء المؤسسة ،نادي البيئة ،نادي تنمية القدرات الذاتية،نادي حقوق الإنسان، نادي المواطنة ،نادي التربية الصحية ،نادي الصحفي الصغير، نادي الإبداع الأدبي ،نادي كرةالقدم وكرةالسلة وهلم جرا
ووفق ما ورد بموقع وصفحة الفايسبوك ذات الانتشار المقيد في موضوع إحداث الأندية بالمؤسسة،يرى المكلفون بهذا المشروع التربوي أنه من الطبيعي أن تكون أهداف أنشطة الأندية التربوية ذات علاقة وطيدة ومتينة مع ادوار الحياة المدرسية ومقوماتها  وهي أهداف تروم في إطارها العام ، تحقيق تربية سليمة أساسها تعدد الأساليب والأبعاد والمقاربات والمساهمات بفضل نهج تربوي نشيط قائم على إقصاء كل أشكال التلقي السلبي والعمل المفرط في مقابل تشجيع اعتماد التعلم الذاتي بالموازاة مع المشاركة في الاجتهاد الجماعي ،وذلك في إطار رؤية شمولية وتوافقية بين جميع الأطراف الفاعلة والمتدخلة في الحياة المدرسية
إن الوعي بأهداف الأندية التربوية والاستيعاب الايجابي لمضامينها ليعتبر المدخل الرئيسي في تفعيل كل الأنشطة المبرمجة في عمل الأندية ، لذلك لا بد من الوقوف عند هذه الأهداف ومحاولة إبراز معالمها الأساسية التي تتجلى
 في تنمية أبعاد الشخصية الإنسانية : تساهم أنشطة النادي التربوي في توفير آليات تربوية ونفسية ومهارية ومعرفية التي من شانها تمكين المتعلم من بناء شخصيته وتنميتها على أسس سليمة
تنمية القيم والاجتهادات والميول والمهارات : النادي التربوي فضاء لترويج مجموعة من المواقف والاتجاهات الايجابيةزوغرس القيم الإنسانية والوطنية ، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة
تعويد المتعلم على ثقافة التسيير والتدبير : تمنح أنشطة الأندية التربوية فرصة كبيرة وهامشا من الحرية للمتعلم لممارسة عمل التسيير والتدبير لمرفق أو مشروع أو مهمة أو عمل أو بحث يؤهله مستقبلا على الاندماج السليم في دواليب المجتمع وتحمل مسؤولية التسيير المحكم لمؤسساته
نشر مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان « يعتبر النادي التربوي فضاء لممارسة الديمقراطية في ابسط صورها والتشبع بمبادئ ثقافة حقوق الإنسان فالأنشطة المبرمجة في النادي التربوي تشجع المتعلم على إبداء آرائه والتعبير عن أفكاره ، وممارسة كل أشكال النقد الايجابي والبناء ، مع كل ما يتطلب ذلك من احترام رأي الآخر وقبول الاختلاف كما ان من سمات النادي التربوي الاعتماد على ثقافة التسامح والتضامن والتعاون الايجابي والمنافسة الشريفة
ممارسة كل أشكال العمل : إن طبيعة اشتغال الأندية التربوية وخصائص الأدوار والمهام التي تضطلع بها وتنوع الأنشطة التي تبرمجها وتعدد الأهداف التي تحققها ، تفرض على المتعلمين اللجوء إلى أشكال متعددة من العمل تبعا لخصوصية الهدف والنشاط والمهمة
انفتاح المؤسسة على المحيط : تستهدف أنشطة الأندية التربوية تعزيز وتشجيع انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها الخارجي لتأسيس الفعلي للمدرسة الجديدة : إن الأندية التربوية بأنشطتها وأدوارها وأهدافها ،تعزز وظيفة المدرسة كفضاء خصب يمكن المتعلم من تحرير طاقاته الإبداعية وصقل مواهبه في جميع المجالات ، كما تساهم الأنشطة التربوية في تنشيط المدرسة ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعلاميا ، دون أن ننسى الدور الكبير للأندية التربوية في جعل فضاء المدرسة جذابا ومريحا من خلال نشر ثقافة الاعتناء بفضاءات وتجهيزات المؤسسة
الاستمتاع بحياة التلمذة:تتوخى أنشطة الأندية التربوية تمكين المتعلم من إعمال فكره ، وتوظيف قدراته على الفهم والتحليل والنقاش والنقد والملاحظة والتحليل والاستنتاج ، واغناء مهارات التواصل والاستمتاع والأخذ والعطاء
والشكر موصول لكل الطاقم التربوي والتعليمي المتمرس بكل المستويات الأولية والابتدائية والإعدادية على مجهوداتهم النيرة والمثمرة لفائدة رجال ونساء الغد بمساعدة كل أطياف المؤسسة، وعلى رأسهم صاحب الخبرة البيداغوجية مدير المؤسسة الأستاذ محمد الإدريسي السغروشني و في تناغم تام مع هيئة التدريس نحو السعي إلى بناء جيل قارئ وواع بمسؤولياته الذاتية والأسرية و الوطنية في المستقبل الواعد
ورب مطلع على حجم النجاح والتميز والقدرة على القيادة والتنمية والتخطيط في ظل المشاريع المقترحة والمنجزة لفائدة أبناء المؤسسة ،سوف يندهش لما تتراءى له مؤسسة صغيرة في حجمها كما قال ذات صيف مديرها الأستاذ محمدالإدريسي السغروشني،وهي تبدو كبيرة بمشروعهاالتربوي الذي ينتقل رويدا رويدا من جودةالمشروع إلى مشروع الجودة، تلكم الأنشطة والمبادرات العديدة التي توفر لأبناء المؤسسة وتنال بالطبع في معظمها استحسان آباء وأولياء أمورهم بشكل يثير البهجة والسرور في نفوسهم ،فيعبرون عن مشاعرهم الإيجابية تجاه ذلك بالتعليق والتشجيع والشكر تارة،وبالتنبيه والنقد والتقويم والمعاتبة تارة أخرى
وعودة إلى موضوع الاحتفال بهذا اليوم العظيم من باب”وذكر،فإن الذكرى تنفع المؤمنين” أورد هنا ما جاء في فضله. معنى عاشوراء هو العاشر من شهر محرم ،وذكر القاضي عياض في (مشارق الأنوار) أن عاشوراء اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية، لأنه ليس في كلامهم فاعولاء
وفي ما ورد من تاريخ هذا اليوم أن الله تاب فيه على سيدنا آدم لَما ارتكب معصية الأكل من الشجرة المنهي عن الأكل منها، وهو اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا نوح ومن معه في السفينة ،وهو أيضا اليوم الذي نصر فيه سيدنا موسى ومن معه على فرعون وجنده، كما قد قتل فيه شهيدا ومظلوما سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقد ورد أن موسى عليه السلام كان يصوم هذا اليوم شكرا لله على نجاة نوح عليه السلام وقومه من الطوفان ،وقيل أن السفينة استوت على الجودي في هذا اليوم بالذات فصامه موسى ونوح شكرا لله
ولأنه يوم نصروتمكين من جهة ويوم شكروتمجيد من جهة أخرى ،فقد كانت قريش تعظمه في الجاهلية وتصومه وتكسو فيه الكعبة ،وكان اليهوديصومونه شكرًا لله على نصر موسى على فرعون. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه .رواه الشيخان
ومن مظاهرالاحتفال الحميد به ،حث الصبيان وتعويدهم على الصوم ،فعن الربيع بنت معوذ، قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة :”من أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان قد أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصومه صبياننا الصغارمنهم.ونذهب المسجد فنجعل لهم اللعب من العهن،أي الصوف( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كالْعِهْنِ المَنْفُوشِ)، فاذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه اياه. ولا غرابة في كون أطفال المسلمين يتحينون الفرص في مثل أيام عاشوراء للظفر بأشكال عجائبية من اللعب يبتهجون بها أمام أقرانهم ويلوحون بها من مكان الى آخر حتى ولو كانت أحيانا تشكل خطورة عليهم وعلى غيرهم من فرط سرورهم واحتفالهم بهذه الذكرى العزيزة
و كان المغاربة يخلدونه وهم السنيون الأشاعرة ، بالصوم والافطار الجماعي وكأنه رمضان قد حل وباخراج الزكاة والتصدق على الفقراء والمساكين خصوصا من فئة الأطفال وصلة الأرحام .وأكثرما يلفت النظرفي عاشوراء بالمغرب هو ألوان الطعام المقدمة فيه حيث جرت العادة أن يتوج اليوم بأطباق من الكسكس المعدة بطريقة تقليدية متميزة تقدم الى المساجد، وان كانت بعض الطقوس الشيطانية تستغلها لأغراض سحرية خاصة في مثل هذه المناسبات الدينية . وتعد أسرأخرى أيضا أشكالا من الفواكه اليابسة تقدمها لأفرادها من الصغار والكبار يوم عاشوراء في صحن كبير أو صحون منفردة في جو من البهجة والتوادد والمرح
وقد دأب الكثير خصوصا الصغار منهم على اقتناء اللعب والدمى والدفوف والطعاريج كلما حلت أيام عاشوراء ، كما أن ممارسات أخرى مشينة جدا تنتشر وسط العوام كاشعال النار في العجلات المطاطية واللعب بألسنة النيران والشهب والقنابل والمفرقعات النارية وصب المياه على المارة بدعوى التبرك بماء زمزم الطاهر ونحو ذلك مما لا يجيزه شرع ولا عقل

عبدالفتاح المنطري

 كاتب صحافي