بخريبكة : اطلاق سراح الاستاذ المتهم بضرب تلميذته وسط جلسة
مثل صباح هذا اليوم 24 ماي الجاري أمام الغرفة التلبسية بابتدائية خريبكة ، أستاذ المعطي ( لع) في حالة اعتقال بتهمة ضرب وقذف تلميذته سعيدة (م ) داخل فصل الدراسة بإعدادية الإمام مالك بخريبكة والموثق بفديو ، تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ؛ وقررت الجلسة متابعته في حالة سراح برآسة الهيئة ذ/ شعيبي وذ/ عبد الواحد الهلوجي ممثلا للنيابة العامة ؛ بينما تمت مؤزارة الضنين بعشرة 10 محامين وأربعة للضحية تحت مراقبة وتنسيق فعلين للأستاذ سعيد ، نقيب هيئة خريبكة.
حضرت هذه الجلسة عائلات المشتكية والمشتكى به وممثلي النقابات الخمسة وأسرة التعليم والتلاميذ من داخل مؤسسة والصحافة.
وبالعودة الى اطوار المحاكمة شهدت الجلسة في شوطها الأول تشنجا فتم رفعها ، بينما الشوط الثاني عرف منها تنسيقا بين هيئة الدفاع فاقتصرت على ثلاثة تدخلات:
في البداية تدخل الأستاذ جرير من هيئة خريبكة وتقدم ملتمس السراح المؤقت للضنين بناء على توفر كل الضمانات : 1/ كإقامة الضنين بالدائرة القضائية 2/تقديم المشتكي بتنازل 3/ إضافة إلى التأثير بالألم الذي خلفه اعتقاله لا بالنسبة لأسرته الصغيرة بل لأسرة التعليم وكل من يعرفه وتتلمذ على يده كأستاذ كفء ومعطاء في مادة الرياضيات 4/ ثم إعطاء فرصة للتلاميذ للاستفادة من دروس الدعم في فترة الامتحانات ؛وعقبه الأستاذ خلفون مزكيا ما جاء في المداخلة الأولى مؤكدا على المؤامرة التي تحاك ضد التعليم العمومي طارحا سؤال جوهريا هو : لماذا لا يسمع ولا يذاع أي شيء عن المؤسسات الخصوصية ؟
أ
التدخل الثالث فجسده موقف النيابة العام الايجابي والشجاع والنبيل بتزكية طلب الدفاع واخذ بعين الاعتبار موقف النيابة العامة كممثلة للحق العام في خلق التوازنات داخل المجتمع الذي يتم بالردع وإعطاء العبرة للحد من كل سلوك عنيف قد يخل بالنظام العام ؛ فركزت مداخلة الأستاذ الهلوجي على ما خلفه هذا الاعتقال من ألم يوازي ما خلف الفديو من صعقة صادمة ؛ فكان قرارها بالموافقة تأسيسا على ما يتوفر عليه الضنين من ضمانات واستجابة وتفاعلا مع مبررات الملتمس وما خلفه اعتقال أستاذ أفنى عمره في تأدية الواجب الوطني خدمة لأبناء الشعب.
لكن استجابة القاعة كانت أكثر توهجا وانفعالا لقرار السراح التاريخي والذي جسد رمزيا ومجتمعيا قمة التصالح من داخل مؤسسة قضائية بل رضا القاعة التي تجاوبت مع القرار بالتصفيق وزغاريد النساء ؛ بل خلف عناق وتسامح الأستاذ وتلميذته اثر قوي ادمع الأستاذ وهو في القفص.
ويجب الإشارة إن هذا السراح كان لن يكون لولا التنازل التاريخي لعائلة الضحية بإلحاح من ذوي النيات الحسنة والمساعي الحميدة للإعلاميين والنقابيين ؛ حيث زارت لجنة مختلطة من الإعلاميين والنقابات الخمسة منزل عائلة الضحية التي رحبت بهم واستجابت لطلبهم بالتنازل على القضية.