اليوسفية..الشيخ زايد يرفع الستار عن مصحته ممعنا في تغييب الجسم الإعلامي المحلي
لا يختلف اثنان كون مستشفى الشيخ زايد سيعطي إضافة نوعية على مستوى الخدمات الصحية بإقليم اليوسفية، في ظل مرافق صحية هي أقرب للأطلال من أي شيء آخر. ولا شك أن المؤسسات التي تحترم نفسها ومشاريعها هي جزء أيضا من المنظومة المجتمعية المقصودة بذات المشاريع، وإلا فما الجدوى إذن من افتتاح مشروع ينتظره الجميع، دون إشراك الجسم الإعلامي المحلي باعتباره قلبا نابضا في كيان المجتمع، ودون إطلاعه بأبسط الحيثيات الخاصة بالمشروع، وإن كنا نختلف شكلا ومضمونا مع أحد المواقع المحلية الذي سارع إلى نشر خبر الافتتاح بصور صامتة مأخوذة في غفلة من الأنظار من طرف أحد النقابيين الحاضرين لحفل الافتتاح.. غير أن الإشكالية هنا ترد حين نحاول أن نلعب أدوارا غير أدوارنا في حلبة انزاحت بشكل أو بآخر عن مكانها الطبيعي، فالإدارة الفوسفاطية تتحمل مسؤوليتها في إقصاء جسم إعلامي هو بمثابة حلقة أساسية في سلسلة ممتدة إلى نبض المجتمع، وإن كنا هنا لا نعمم القول بوجود مسؤولين فوسفاطيين يجتهدون مشكورين ولو بصيغة فردية للحفاظ على شعرة معاوية من المنظور الإعلامي بهدف إبقاء شيء من التواصل الذي لا يصل درجة المأسسة بالمنطق التشاركي الذي ينشده ويتبناه الفعل الإعلامي الحديث والمتطور.
إن إغفال العلاقة بين المؤسسات والجسم الإعلامي يزيد من هوة الشرخ القائم بين المؤسسات ذاتها وشريكها الأصيل، إلى الحد الذي يجعل العلاقة بينهما يشوبها الشك المفضي إلى التشكيك في النوايا وتبخيس المبادرات، وهو أمر ينذر بتحول الإعلام إلى أداة باطشة بدل داعمة للمؤسسات التي للأسف لم تحسن التصريف والتكليف. ومع ذلك، لا زال يراودني تساؤل حول ما إذا كان هذا الافتتاح حقيقيا أم وهميا أملته الضغوطات النقابية لطول انتظارها وفرحها بالتقاط الصور الجماعية والسيلفيات الفردية