الى أين ستظل معانات ساكنة أولاد بوزيري من الماء الصالح للشرب

الى أين ستظل معانات ساكنة أولاد بوزيري من الماء الصالح للشرب

تعتبر جماعة  الخميس سيدي محمد بن رحال تابعة لقيادة أولاد بوزيري اقليم سطات  من الجماعات التي أنعم الله عليها بنعمة الماء، إذ يخترقها نهر «واد أم ربيع يبعد 12 كلم» من جهة، وتتفجر بها 2 عينا متفاوتة الصبيب من جهة ثانية، زيادة على المياه  الماء الصالح لشرب الالتي لا تبعد بأكثر من 30 مترا في أغلب المواقع ورغم هذه المنحة الربانية، فإن محنة السكان ومعاناتهم اليومية لإحضار هذه المادة الحيوية إلى البيوت، تستنفذ من الكثير منهم أوقاتهم وجهودهم وأموالهم. ف%70 من الدوائر الانتخابية لم يشملها بعد الربط بشبكة توزيع الماء، وجلب الماء من  أو الآبار يستوجب قطع أكثر من 3 كيلومترات، ناهيك عن وعورة المسالك والحالة الصحية للدواب وحتى أولئك السكان الذين تبسم الحظ في وجوههم، فجادت عليهم “شركة ايطاليا ” بالماء الشروب، لم تدم فرحتهم به سوى سنوات معدودة، ثم عادوا إلى شربه من الآبار التي لا تعرف المعالجة إلا في شهري يوليوز وغشت (لحمامدة الهيبات  مركز الخميس  ولاد مسناوي  أولاد قائد موسى ولاد برغاي لكرامة ) أو الرضا والقناعة به كما هو من شبكات التوزيع التي يسيرها مكتب الجماعة  بئر وصهريج  قديم من الاستمار الفرنسي فما هي أسباب تلوث الماء الشروب، وقد أخرجه الله زلالا؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن معالجته؟ وهل تكفي لترات معدودة من محلول “جافيل” خلال السنة للقيام بالمعالجة؟ ولماذا ضاعت مشارىع “الماء الشروب” فور انصراف وفد “الشركة المدكورة”؟ وما الجدوى من الظهير الشريف رقم 1.76.584 (1) إن بقي حبرا على ورق؟ وإلى متى ستبقى معاناة السكان من أجل الحصول على لترات معدودة من الماء الشروب؟

من أجل الأجوبة عن هذه التساؤلات وغيرها أجرت التجديد هذا الاستطلاع:

سقايات” عمومية أم مأوى للكلاب الضالة؟!! 

 و الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعيش وضعا مقلقا. فمن جهة، تعرف غيابا تاما للبنيات التحتية خاصة المسلك الطرقي و شبكة الكهرباء و الماء الصالح للشرب و يعتبر  مركز الخميس سيدي محمد بن رحال نموذجا للوضع الغير الطبيعي بالعالم القروي. إن على مستوى العزلة و التهميش الواضحين . أو على مستوى آثار الجفاف كظاهرة طبيعية كان لها الأثر البالغ على حياة الإنسان القروي بالمنطقة. فمشاكل  الجماعة المدكورة تظهر في غياب مسلك طرقي قادر على ربط جماعة الخميس سيدي محمد بن لرحال بجميع الدواوير التابعة لها.. كما آن  المركز مازال يعاني من انعدام الماء الشروب و شبكة الكهرباء فمازالت الساكنة تعيش هاجس ضمان قطرة الماء للبهائم و الماشية كل يوم. بل يلجأ الأطفال و النساء إلى التهافت على قطرات الماء من آبار بعض الضيعات الفلاحية الموجودة بالمنطقة. وهكذا نسجل بحسرة شديدة واقعا مزريا في حاجة إلى العناية و الرعاية عبر التدخل العاجل من طرف مختلف الفاعلين في الحقل التنموي خاصة الساهرين على دراسة ملفات المشاريع التي سوف تحظى بالدعم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. و يبقى دور الجماعة القروية دورا رئيسيا فيما يرجع إلى النهوض بهذا الواقع الهش بالمنطقة. هذا الدور الذي يجب أن يظهر من خلال تقديم الدعم المالي و تمويل المشاريع التنموية التي تسعى هيئات المجتمع المدني العاملة محليا إلى تحقيقها. و تعتبر “جمعية  أولاد بوزيري للتنمية” و التي تأسست حديثا في أفق النهوض بالواقع الاجتماعي و الاقتصادي بمنطقة و محيطها المجاور، إطارا جمعويا في أمس الحاجة إلى كل أشكال الدعم. نظرا لما يعيشه مجال تدخلها من عزلة وما يتصف به من هشاشة على مستوى البنيات التحتية. فغياب هذه البنيات و ضعف المعطيات المرتبطة بالجانب الاقتصادي للساكنة المحلية، يستدعي نهج مخطط استراتيجي تنموي بين الجماعة القروية، باقي الفاعلين و الجمعيات التنموية باعتبارها شريكا يتقاسم معها مسؤولية التنمية المحلية. و لا يخفى على أحد العناية التي توليها السياسة الحكومية، في الوقت الراهن، للدور الذي يجب أن تلعبه الجمعيات المحيلة على مستوى اقتراح المشاريع التنموية و إنجازها. و يبقى دور الهيئة المنتخبة محليا، ممثلة في مجلسها الجماعي، ذا مسؤولية على مستوى دعم و تمويل هذه المشاريع ماديا و معنويا. فالمرحلة التي يعيشها المغرب خاصة فيما يرجع إلى أجرأة و تفعيل مضامين المبادرة الوطنية، تقتضي من الجميع الانخراط الكامل في هذه السيرورة التنموية المفتوحة و المندمجة. بتعبيد المسلك الطرقي و ربطها بشبكة الكهرباء و الماء الشروب… • مساعدة الجمعيات المحلية و العاملة بالمنطقة كي تقوم و تضطلع بمسؤولياتها التنموية بهدف النهوض بالمنطقة اجتماعيا، ثقافيا و صحيا.