“القنيطرة تختنق” .. جمعيات تطلب فتح تحقيق ومتضررون يتوجهون إلى العدالة

“القنيطرة تختنق” .. جمعيات تطلب فتح تحقيق ومتضررون يتوجهون إلى العدالة

عادَ جدل الغبار الأسود بمدينة القنيطرة إلى واجهة النقاش البيئي من جديد، بعد تصاعد حدّة “الدخان الأسود” المنبعث من المحطة الحرارية بالمنطقة الصناعية في اليومين الماضيين، ما دفع الجمعيات المحلية إلى المطالبة بفتح تحقيق من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتحديد مخاطره.

وأوردت بعض الجمعيات البيئية، في منشورات مختلفة، أن “سماء مدينة القنيطرة أصبحت ممتلئة بالغبار الأسود الذي بلغ ذروته هذه الأيام”، مشيرة إلى أن “بعض المواطنين يعتزمون مقاضاة المحطة الحرارية المسؤولة عن هذه المشكلة”.

أيوب كرير، رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، قال إن “الجمعيات البيئية أسست لجنة وطنية تعنى بالدفاع عن حقوق القنيطريين بخصوص هذه المعضلة الصحية، أطلقت عليها اسم ‘لجنة القنيطرة تختنق’، بهدف تسليط الضوء على مخاطر الغبار الأسود”.

وأضاف كرير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “العريضة التي أطلقتها اللجنة حول مخاطر الغبار الأسود بلغت 6500 توقيع إلى حدود الساعة”، مشيراً إلى أن “اللجنة طلبت عقد لقاء مع عامل القنيطرة، وكذا مع رئيس المجلس الجماعي، وأيضا وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة”.

وواصل المتحدث ذاته بأن “تلك اللقاءات تسعى إلى وضع المسؤولين المحليين والوطنيين في صورة الوضع الصحي والبيئي بالمدينة خلال الأسابيع الماضية”، مؤكداً أن “التقارير السابقة التي أنجزتها الوزارة ظلت حبيسة الرفوف، ولم تنشرها لكي يطلع عليها الرأي العام الوطني”.

وتابع الخبير البيئي عينه بأن “اللجنة تطالب بالإفراج عن جميع التقارير التي تم إنجازها حول موضوع الغبار الأسود بالقنيطرة، لكي يتم الاستناد إليها في حملة الترافع المقبلة، حيث سيتم اتخاذ خطوات تصعيدية في المستقبل، من خلال التوجه نحو القضاء، وتكثيف اللقاءات التحسيسية، وتنظيم الوقفات الاحتجاجية”.

واعتبر المتحدث أن “المحطة الحرارية مسؤولة عن الأمراض التنفسية التي أصابت الكثير من سكان مدينة القنيطرة، وينبغي عليها تقديم تعويضات مالية لهؤلاء المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة”.

وشدد المصدر ذاته على أن “كل التحقيقات السابقة بشأن الغبار الأسود جرى إقبارها من طرف السلطات، ولم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لتسوية المشكل”، خاتما بأن “اللجنة تتوفر على مقترحات عملية لوضع حد نهائي للمعضلة، دون صرف ميزانية ضخمة”.