الإطاحة بالقائد الإقليمي للدرك الملكي بمدينة شفشاون

الإطاحة بالقائد الإقليمي للدرك الملكي بمدينة شفشاون

خلصت نتائج لجنة تفتيش مركزية تابعة للقيادة العليا للدرك، أخيرا، إلى تنقيل مسؤولين كبار في الدرك بالمنطقة الشمالية، لمسؤوليتهم في الأحداث التي عرفتها منطقة باب برد، وأدت إلى محاصرة السكان خمسة دركيين سبع ساعات لاتهامهم بالابتزاز.

وقالت مصادر مطلعة، إن لجنة التفتيش حملت مسؤولية الأحداث بين السكان والدركيين إلى كل المسؤولين في المنطقة، ولم تستثن الكبار منهم، إذ تم  تنقيل كولونيل ماجور القائد الجهوي للدرك بتطوان إلى القنيطرة، وقائد سرية الدرك بباب برد إلى آسفي، إضافة إلى تنقيل القائد الإقليمي لشفشاون، وستة دركيين آخرين.

وأوضحت المصادر نفسها أن مسؤولا كبيرا بالقيادة العليا للدرك أوفى بوعده لسكان جرمون بمنطقة باب برد بإقليم شفشاون، لحظة التفاوض معهم لفك الحصار عن الدركيين المحاصرين، فحلت لجنة التفتيش المركزية إلى دوار  «جرمون»، واستمعت إلى السكان الذين يتهمون رجال الدرك بالابتزاز.

واكتشفت اللجنة أن خمسة دركيين امتطوا سيارة خاصة، وهو ما يتنافى ومهام رجال الدرك، متوجهين إلى أحد الدواوير بالمنطقة لإيقاف شاب يقطن بدوار “جرمون” يُشتبه في أنه له صلة بالجماعة الإرهابية “داعش”، إلا أنهم قرروا، فجأة، تغيير مسار رحلتهم بالتوجه إلى دوار “جرمون”، فصادفت طريقهم سيارتان محملتان بالمخدرات، حينها اضطر من كان فيهما إلى الفرار وترك السيارتين، خاصة أن صعوبة المسالك الجبلية، وحالة الطريق غير المعبدة لم تسعف المهربين على الفرار.

وعادت لجنة التفتيش إلى إعادة تمثيل الأحداث بالمنطقة، واكتشفوا أن أفراد الدرك ترجلوا من سيارتهم، وعثروا على كميات كبيرة من المخدرات، قبل أن يستعين المهربون بشباب من المنطقة لرشق رجال الدرك بالحجارة في محاولة لإرغامهم على التراجع والانسحاب، ليتمكن المهربون من استعادة سيارتيهم المحملتين بالمخدرات.

 وقالت  المصادر ذاتها إن مسؤولا كبيرا برتبة جنرال تكلف بفتح باب المفاوضات مع السكان لمعرفته الدقيقة بالمنطقة أثناء توليه مسؤولية هناك، ليتمكن رجال الدرك في النهاية من تحرير العناصر المحتجزة والانسحاب من المكان، مقابل التزامه بفتح تحقيق قاد إلى إحالة الدركيين على المجلس التأديبي وتنقيلهم في ما بعد.

وكشفت المصادر نفسها أن دوار “جرمون” يعيش حالة فريدة من نوعها، إذ أن أغلب قاطنيه من البحوث عنهم بموجب مذكرات بحث تتعلق بالقنب الهندي، وأن أغلبهم لا يغادر، الآن، الدوار خوفا من الاعتقال.