إلى السيد عبداللطيف الحموشي: البربوقة والأقراص المهلوسة العدو الأول لشباب المملكة المغربية

عبدالسلام حكار/عبدالمجيد مصلح

عبد السلام حكار :

اليوم كنت برفقة مسؤول أمني متقاعد التقيته بالصدفة بمقهى على شاطئ مدينة الجديدة بحكم أنه أب لأحد زملائي في الدراسة بكلية العلوم بالدار البيضاء . ومن خلال حديثنا تطرق لظاهرة التعاطي للمخدرات التي باتت تنخر جسد مجتمعنا بل و أصبحت آفة العصر الحديث .

و من خلال الحديث حاول هذا المسؤول الأمني المتقاعد وضع الأصبع على الخلل الذي ساهم بشكل كبير في تفشي الظاهرة حيث كانت النقطة الأولى "التساهل و التواطؤ" بالنقط الحدودية و خاصة مع الجزائر و موريطانيا ثم السدود الأمنية التي تتواجد على الطرقات الرابطة بين شمال المملكة و جنوبها مع وسطها و شرقها و التي تؤكد بالملموس أن هناك مافيا يوجد ضمنها أمنيون و دركيون و جمركيون ينسقون فيما بينهم لتمر هذه الممنوعات بكل أمان و حرية قبل الوصول إلى "البزنازة" و من ثمة إلى المستهلكين من شبابنا و شاباتنا بالدرجة الأولى. و هنا يتضح دور "فرق مكافحة المخدرات" التي يبقى بعض عديمي الضمير من عناصرها المسؤولين الأوائل بحمايتهم لأولائك التجار في المخدرات تحت ذريعة أنهم "مرشدون" ليقوموا بنشاطهم أمام أعين رجال الأمن بكل اطمئنان و حتى إن تم إيقاف أحدهم تتحرك الهواتف بين هؤلاء العناصر و رؤساء الشرطة القضائية في الغالب يتم خلالها استعمال العبارة التالية :"الشاف راهم شدو فلان و هذا راه مرشد ديالنا و كايتعاون معانا بزاف" ليتم على الفور إخلاء سبيله . و أحيانا تستعمل العبارة التالية : "الشاف راه فلان طاح في المكان الفلان فلاني و راك عارف راه شاد علينا شي حاجة و يلا معاوناهش غيفضحنا" .

عبد المجيد مصلح :

إن قائمة أحداث العنف التي تصاحب استخدام الأنواع المختلفة للأقراص المهلوسة، وازدياد حجم الحوادث المتنوعة منها زنا المحارم والعنف ضد الأصول الذي يصل إلى حد قتل أفراد العائلة و الانتحار والهجوم على المارة و السرقة المصحوبة بالضرب و الجرح وغيرها من أنواع المخدرات التي يتم ضبطها إنما تدل على أن المملكة المغربية أو بالأحرى شباب المملكة أصبحوا عرضة لمؤامرة دنيئة هدفها القضاء على قيمه.

 فحجم المخدرات التي تم حجزها في البر و المتوجهة للسوق الوطني أو عرض البحر و التي تكون في الغالب متوجهة للأسواق الأوربية يبين بالملموس مدى خطورة تفشي الظاهرة مما بات يجعلنا مجبرين على أن نقف صفا واحدا بالجهد والوقت والنفس ضد أعدائنا من مروجي ومهربي كل انواع الأقراص المهلوسة و البربوقة (…)، وعليه و على سبيل المثال فإن شباب ابن امسيك و سباتة ومولاي رشيد و البرنوصي وسيدي مومن وغيرها من الأحياء القريبة والبعيدة بما فيها ليساسفة بالعاصمة الاقتصادية تجدهم في سفر دائم بين هذه المناطق المذكورة وحي التشارك التابع ترابيا لمنطقة البرنوصي، وذلك من أجل اقتناء الأقراص المهلوسة و البربوقة من المروج (بورويح) المعروف عند الشباب كونه ذو نفوذ على مستوى المنطقة التي يروج فيها كل أنواع المخدرات، الرخيصة والغالية، و الغريب كما يحكي بعض الشباب الذين يتعاطون البربوقة والأقراص المهلوسة أنه ذكي لدرجة أنه حين يبيعك ثلاثة أقراص

 بالمقابل يعطيك ثلاثة مجانا وفي أحيانا أخرى إذا اشتريت "سمطة" يعطيك خمسة من البربوقة بالمجان. و مما يزيد من حماسة هؤلاء الشباب للذهاب والإياب هو وجود نقل المدينة وكأنه هيأ من أجل هذا الغرض، والأرقام التي تعرض خدماتها وبالمجان لشباب (بورويح) رقم 107 و 143، و يؤكد أحد الفاعلين الجمعويين بمنطقة عين الشق أنه سبق له أن اتصل بمسؤول أمني بقسم الاستعلامات العامة بالمنطقة الأمنية عين الشق ليخبره بأن هناك شابا يبيع الحشيش والأقراص المهلوسة بالرقم 107، لكن المسؤول الأمني لم يأبه للإخبارية التي أمده بها فقط لأنه حسب قوله "ما مساليش" لهاد الصداع، في حين أنه كان باستطاعته أن يتصل بالعميد المركزي لملاحقة حافلة نقل المدينة 107 مادامت متواجدة بتراب عمالة مقاطعات عين الشق، و هذا يبقى دليلا على أن المسؤولين الأمنيين في بعض المناطق يبقون بدون إنتاجية وانضباط، كما أن من غرائب أمن مدينة الدار البيضاء وأخص هنا بالذكر أمن الفداء مرس السلطان ومولاي رشيد، أنهم كما يحكي شباب البربوقة و القرقوبي، عندما يتم توقيفهم وتفتيشهم يدويا واكتشاف أن بحوزتهم البربوقة أو القرقوبي يسألونهم عن سبب وجود هذه المخدرات فأكيد الإجابة ستكون انه مجرد مستهلك، ومباشرة يطلب منهم الأمنيون ابتلاع الكمية المحجوزة للتأكيد على أنهم مستهلكون ليتم بعدها مباشرة إطلاق سراحهم.

 إن الشباب الذين يتم إيقافهم و مطالبة ابتلاعهم للكمية المحجوزة بالقوة هو فعل شنيع وجب معه فتح تحقيق للتأكد من صحة ما جاء على لسان هؤلاء الشباب الذين ستجدونهم كما يقول الفاعل الجمعوي كل مساء من الساعة الخامسة مساء بنهاية الخطوط 107 و143، بمولاي رشيد، والمسألة الثانية والمهمة، وجب فتح تحقيق جدي لمعرفة من يحمي هذه الفئة من المروجين و التي تعد العدو الأول لشباب المملكة المغربية وشبابها لأنها تحاول من خلال ترويج البربوقة و القرقوبي سرقة عقول الشباب واستغلال جهلهم ودفعهم لاستعماله على أساس أنه يعطي الحيوية والنشاط  و القوة ويقلل من الهموم ويقضي على المشكلات والتفكير فيها هذا ما يحاول البعض من رجالك سيدي المدير العام للأمن الوطني زرعه في ضعاف النفوس بين الشباب من الجنسين…

وللحديث بقية