من باب النقاش…إطلالة على تاريخ سطات

من باب النقاش…إطلالة على تاريخ سطات

عبد العالي طاشة

 تعتبر مدينة سطات من أعرق المدن المغربية نشأة، فكلما وقفت عند الإطار العام لهيكل تأريخها، أجد نفسي مضطرا وأنا أحاول أن أحدد الموقع التقريبي، لمعرفة ماضي مدينتي، التي لم تعرف من العناية اللفظية، في تسلسل وقائعها الطبيعية، والسياسية، والدينية، والإجتماعية، والإدارية، والإقتصادية، ما عرفته بعض المناطق الأخرى، من حيث التدوين والكتابة، للحاضر والماضي، الأمر الذي دفعني إلى البحث والتقصي عن تاريخ مدينة سطات، إذ لا يعرف بالضبط العصر الذي تأسست فيه، فهي قديمة قدم التاريخ نفسه، حيكت حول تأسيسها واشتقاق إسمها أساطير مختلفة، ومع كل هذا التضارب فقد حظيت سطات بأهمية بالغة، حتى أن إسمها ورد ضمن أمهات المعاجم التاريخية..قال الراجز "لا ينفع الشاوي فيها شاته…ولا حماراه ولا علاته". ونظرا لعراقة مدينة سطات في القدم، فقد اختلف الباحثون والمؤرخون في أصل نشأتها، وعلى يد من تم بناؤها، فمن قائل أنها مدينة رومانية، تعود الى العهد الروماني استنادا الى منطقة كيسر، وقائل أنها مدينة بربرية، بدليل الإمارة البورغواطية التي استوطنت الشاوية من سنة 125 الى سنة 544، حيث قال عنهم "ابن خلدون" أنهم بربر مصمودة وبربر صنهاجة، وقائل أنها مدينة إسلامية وذلك عندما استقدم "يعقوب المنصور" بني هلال واسكنهم بالشاوية وذلك في القرن السادس الهجري. ومعلوم أن تاريخ المغرب، ظل مجهولا إلى عصر الفينيقيين، لأن المغاربة الأقدمين لم يدونوا تاريخهم، غير أن علماء الآثار استطاعوا أن يحصلوا على معلومات عن العصور الغابرة، نتيجة ما اكتشفوه من آثار تشير إلى أن هذه المنطقة كانت مسكونة من طرف الإنسان منذ القدم، ولعل الأحفوريات التي اكتشفت في الأيام الأولى للإحتلال الفرنسي لمدينة سطات، والمتكونة من بقايا عظمية بشرية، وحيوانية، وأدوات مختلفة تفيد بأن الإنسان قد عمر بسطات قبل الاف السنين. فلما شرع مهندسو الاحتلال الفرنسي في شق الطرق وتعبيدها، بسطات ونواحيها، اعترضتهم صفوف من الأحجار والبنايات العظيمة، من جملتها دور للسكن تتكون من عدة حجرات ذات الطابع الروماني أقيمت بمنطقة "كيسر" التي تبعد عن مدينة سطات بعشرين كيلومترا تقريبا، الامر الذي يؤكد أن "كيسر" مدينة رومانية، أو إن صح التعبير "المدينة القيصرية" و بدليل الاثار القديمة التي عثر عليها تحت سطح أرض كيسر التي شيدت فوقها حاليا أرضية كيسر، يستنتج انه لا وجود لأية مدينة إسلامية بتلك المنطقة. وخلافا لما سبق ذكره، فإن البعض يرى انه لا علاقة بين كيسر والرومان، وزعموا بأن الكلمة بربرية أو يهودية ورجحوا نسبتها إلى اليهودية، وساقوا كدليل على تأكيد حجتهم وجود آثار ضريح أحد المتدينيين اليهود "بموالين ضاد" إلا أن هذه الحجة نفسها لا تقوى أمام ادعاء المسلمين الساكنين بتلك الجهة والقائلين بأن "ضاد" ولي مسلم وجد منذ القدم، و "ضاد" هو ملتقى دولي لم تنقطع زيارته بالرغم من الأحداث المختلفة التي عرفتها الساحة،منذ ما قبل الحماية إلى حدود الساعة ويعتبر هذا المركز المتميز من خصوصيات سطات وناحيتها منذ العصور الغابرة فضاد عبارة عن صخور ناتئة تبعد بأقل من كيلومتر عن "عين بلمسك" ذات المشهد السياحي الرائع. وفي هذا الباب، يقول اليهود عن "ضاد" ان زعيما دينيا كان يعيش هناك