لماذا رفع السود العلم المغربي في احتجاجات الأمريكيين ضد ترامب؟ (صور)

لماذا رفع السود العلم المغربي في احتجاجات الأمريكيين ضد ترامب؟ (صور)

ظهر عدد من الأشخاص من ذوي البشرة السمراء في الاحتجاجات التي عمت أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، وهم يرفعون العلم المغربي الأحمر الذي تتوسطه نجمة خضراء خماسية، ويرتدون الطرابيش الفاسية الحمراء، فتساءل عدد من المتابعين حول ما إذا كانت الجالية المغربية المقيمة بالخارج قد شاركت أيضا في هذه الإحتجاجات، كما تساءل آخرون، حول ما إذا كانت الجالية المغربية تعاني من عنصرية دفعتها للتظاهر برفع العلم المغربي في المسيرات المناهضة للتمييز العنصري، بعد مقتل المواطن الافريقي الاصل جورج فلويد.

كل هذه الفرضيات غير صحيحة طبعا، فالأمر لا يتعلق بالجالية المغربية وإنما بطائفة دينية تدعى “الموريش” أو “مغاربة أمريكا”، فمن تكون هذه الطائفة يا ترى؟ وما هي تعاليمها وعقيدتها ورسولها وكتابها المقدس؟

يعتقد “الموريش” أن موطنهم الأصلي هو شمال افريقيا إلى حدود نهر السينغال، وأنهم استقدموا كعبيد إلى أمريكا من طرف اليهود خاصة، وذلك خلال موجات تجارة الرقيق في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وعندما اشتدت بهم المعاناة قرروا تكوين تنظيم يوحدهم نظرا لانحدارهم من نفس البقعة الجغرافية، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى إعلان دين خاص بهم، وذلك مع ظهور شخص اسمه تيموثي درو الذي ولد في كارولينا الشمالية عام 1886، وفي فترة شبابه كان يعمل في سيرك يجول عدة بلدان.

وكان درو يزور بعض البلدان الاسلامية كمصر التي تعرف فيها على الديانة الاسلامية والقرآن، وعند عودته ادعى النبوة واخبر أتباعه بأنه رأى النبي متجسدا في شخصه، مؤكدا لهم أنه يحمل دينا جديدا سيخلص البشرية مما تعانيه، فأنشأ كتبا مقدسا هو بمثابة سور وآيات قرآنية ممزوجة بفقرات من الانجيل، مع إضافة جمل وعبارات أخرى، علاوة على اعتماد أركان خمسة لهذه الديانة وهي “الحب، الحقيقة، السلام، الحرية، العدالة”.

عانى الموريش من مشاكل عديدة مع الحكومة الأمريكية التي ضيقت عليهم الخناق في العديد من المناسبات، وذلك بسبب رفضهم المشاركة في الحرب العالمية الأولى، وهو ما دفع الحكومة إلى طردهم من نيويورك ليستقروا بعد ذلك في شيكاغو وينشؤوا معبدا هناك ليتكاثر عددهم في عدد مهم من المدن الأخرى، وذلك نظرا لايمانهم بأن رسولهم جاء لتخليص ونصرة السود في أمريكا.

تعرض الموريش في تلك الفترة للاضطهاد حيث تم الهجوم على أحد معابدهم، وتم اعتقال “نبيهم” وقُتل عدد من أتباعه، قبل الإفراج عنه غير أنه توفي بعد ذلك ليخلفه عدد من الزعماء منذ تلك الفترة وإلى حدود الساعة.

يمارس الموريش عقائدهم في معابد تسبه الكنائس وتضم رموز اسلامية عديدة كالنجمة الخماسية والهلال، وجعلوا من العلم الاحمر ذو النجمة الخضراء علما لهم وذلك لافتخارهم بأصلهم المغربي، والان يتوفرون على نحو تسعين معبدا في كل أرجاء أمريكا، بعد أن وصل العدد الاجمالي لمعتنقي هذه الديانة إلى نحو ستين ألف شخص كلهم سود.