الملتقى الدولي لفن الملحون لدورته السابعة لسنة 2017 بإقليم الجديدة

الملتقى الدولي لفن الملحون لدورته السابعة لسنة 2017 بإقليم الجديدة

يعتبر فن الملحون أرقى الأنواع الأدبية التي عرفها التراث المغربي عبر تاريخه

الإبداعي. فبالإضافة إلى كونه شعرا فإنه يتضمن أجناسا أدبية وإبداعية أخرى
كالقصة والمسرح والموسيقى والغناء، تبرهن بالملموس أننا أمام مبدعين
أفذاذ استطاعوا اختزال كل تلك الفنون في جنس إبداعي واحد مع الحفاظ على
قوته الفنية والشعرية والتي جعلته ديوان المغاربة وعنوان هويتهم وميسم
شخصيتهم.
وقد كانت الصناعة التقليدية على الدوام الحاضن الأساسي لرواد فن الملحون من
شعراء ومنشدين وحفاظ وخزانة، فمنهم النجار والحداد والخياط والنقاش والدباغ
والنساج واللحام وغير ذلك من الحرف والصناعات التقليدية التي كانت تعتبر
المهن الرئيسية لأغلب شعراء الملحون ومنشديه.
بل هناك عديد من الباحثين ذهبوا إلى أن أغلب بحور وقياسات وايقاعات فن
الملحون مصدرها الحركات المتكررة للصناع التقليديين في مختلف حرفهم.
لا ضرر أن نذكر بأن الشاعر الآزموري أحمد بنرقية كان عالما فقيها يحفظ القرآن
للأطفال ويمتهن حرفة يقتات من مدخولها وهي صناعة المجادل ودكة السراويل
التقليدية، وكذا الشاعر الآزموري محمد المختار بلمطحن الذي كان خياطا والشاعر
محمد بنمسعود الحجام وقس على ذلك بكل مراكز الملحون بالمغرب.
وعلى هذا الأساس وفي إطار رد الإعتبار للصناعة التقليدية التي إحتضنت ورعت
هذا التراث المغربي، وكذا تثمينا للدور الذي لعبه الصناع التقليديون في إثراء هذا
الإبداع وما لعبوه من دور متميز في صناعة الفرجة من خلال قصائد شعر الملحون
عبر قرون خلت، قررنا تخصيص هذه الدورة السابعة لملحونيات للصناعة التقليدية
تحت شعار: « الصناع التقليديون، صناع الفرجة في فن الملحون، على أمل توسيع
النقاش في هذا الموضوع مع تلة من الباحثين المتخصصين في فن الملحون في
 إطار الندوة العلمية وذلك خلال الدورة الثامنة أي السنة المقبلة إن شاء الله.