المغرب والقضية الفلسطينية :

المغرب والقضية الفلسطينية :

 

بقلم الدكتور أسامة آل تركي‎

كثر القيل والقال في المغرب والعالم العربي من خلال شبكات التواصل الإجتماعي وبعض القنوات التي تعتبر نفسها متنفس للشعوب العربية المقهورة، حول موضوع موافقة المغرب على فتح مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، والذي تم إغلاقه في أحداث سنة 2002، لكن للأسف منهم من ذهب إلى فكرة أن المغرب عاد لفتح العلاقات مرة أخرى مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء، ولكل من ليس مطلعا على التاريخ، فالمغرب ليس بحاجة لهذا الإعتراف من أجل التنازل عن قيمه اتجاه القضية الفلسطينية، وهذا ما تم إعلانه من قبل جلالة الملك محمد السادس.

الصحراء المغربية هي جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة المغربية، ليس في العهد الحديث فقط، بل هي مغربية منذ مئات السنين، وببحث بسيط في التاريخ يمكن التأكد بأن المغرب كان امتداده الجغرافي إلى دولة مالي التي كانت بدورها تحت سيطرة الحكم المغربي، نعم المغرب يعرف ثقل أمريكا ووزنها على مستوى العالم، ولكن للمغرب ثوابت مستقرة، وخاصة أن الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس، ولطالما كان ولازال أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية، إن موقف المغرب نابع من مصالح الفلسطينيين خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي دفعت بعض الدول مسرعة للتطبيع مع إسرائيل، فلا يوجد أي مسلم أو عربي أصيل يتنازل عن فلسطين أول القبلتين، ولا نرضى بأن يكون هناك تطبيع مع هذا الكيان الصهيوني طالما لا يريد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

إن موقف المملكة المغربية موقف ثابت لا محيد عنه مهما حدث، وإن الشعب المغربي والشعوب العربية بأجمعها سيستمرون على مواقفهم الثابتة اتجاة ذلك الكيان الغاصب، حيث إن إعادة العلاقات مع إسرائيل هو من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية وكما ذكرنا في السابق فالعمق المغربي في النسيج الإسرائيلي من خلال مليون يهودي يحملون الجنسية المغربية، تجعله وسيلة ضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل سليم لمصلحة القضية الفلسطينية.

المغرب لم يهرول إلى التطبيع مع إسرائيل كما قال الإعلام المضاد، بل المغرب سمح بفتح مكتب الإتصال حتى يسهل له التواصل بشكل فعال مع الحكومة الإسرائيلية، ولا ننسى بأن المغرب أبوابه مفتوحة منذ زمن للجالية اليهودية لتدخل الأراضي المغربية بدون قيد أو شرط وخاصة من يحملون الجوازات المغربية، أما  الدفاع عن القضية الفلسطينية والوفاء لها لا يختلف عن مساندة قضية الصحراء المغربية، فعندما يقول المغاربة جميعا أنهم لن يتخلو عن حبة رمل واحدة من الصحراء كذلك قولهم أنهم لن يتخلو عن نصرة فلسطين.