الحكومة بين الوعود والوعيد .

الحكومة بين الوعود والوعيد .

 

     تتعارف الحكومات العالمية على أن مائة يوم الأولى من عمرها تحمل مؤشرات عن جدية عملها ، وقوة قراراتها التي تتخذها لتحدث تغيرات وقطيعة مع ما سبقها . من هذا المنطلق تبدو واضحة نتائج قرارات حكومتنا ، أو حكومة الوعود والوعيد .

     بدا جليا أن سياسة الالهاء والذهاء الذي تنهجه الحكومة من خلال إقرار إجبارية جواز التلقيح هدفه ( في هذا الوقت بالذات ) تمرير قانون مالية قُدَّ على المقاس من خلال رفع الضريبة على بعض المواد والسلع ، وصرف أنظار الرأي العام عن الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الغذائية الأكثر استهلاكا ، خاصة تلك التي تجرع أصحابها مرارة المقاطعة ، فضلا عن الزيادات التي عرفتها أثمنة المحروقات

     رفع الحزب القائد للحكومة خلال حملته الانتخابية شعار ” تستاهل أحسن ” وهو شعار يحمل من الوعود الكثير ، ومن لغة الخشب أكثر ، وإن كان لن ينسينا الوعيد الذي رفعه رئيس الحكومة حينما أكد أنه سيعيد للمغاربة التربية ، أو “التْغابي” بلغته .. في عز حملة المقاطعة التي شنها المغاربة على منتوجاته . إن رفع الأسعار خلال هذه الفترة من منظورنا هدفه استرجاع خسارة المقاطعة ، وإذلال أصحابها ، وترويضهم ، وهو الأمر نفسه ينطبق على مسعى إجبارية جواز التلقيح في مرحلة تتحسن الوضعية الوبائية باستمرار . فهل شعار ” الانصاف” الذي رفعه الحزب الحليف كفيل وكاف لانتصار  الوعود على الوعيد ؟ أم أن إعادة التربية أول مسعى للحكومة ؟ . ولعلها تريد تنفيذ الوعيد قبل الوعود … 

     حكومة الوعيد هاوية ، ولعل إعفاء وزيرة في أقل من أسبوع دليل على الأمر . واتخاذها لقرار الجواز في زمن قياسي ، وفي ظرفية استثنائية ، متميزة بارتفاع صاروخي للأسعار ، يوحي بقلة كفاءتها ، ولعبها بالنار .. حكومة قبل رئيسها المشاركة في مؤتمر بُتِرت صحراؤنا من شعاره بالمملكة العربية السعودية .. استقواء داخلي على الفئات الهشة ، وجبن وخنوع خارجي . فهل الحكومة في شخص رئيسها لا يهمها أمر الوحدة الترابية للمملكة ؟ . حكومة هاوية ، وشعب صبور ، تجرع المرارة لعقود ، وما زالت تتوالى السنوات العجاف ، فمتى الانصاف والكرامة ؟ ..