احتلال الملك العمومي وطمع المسؤولين ” بسطات “

احتلال الملك العمومي وطمع المسؤولين ” بسطات “

لعل تشييد المقاهي بسطات، من المشاريع التي لاقت إقبالا وانتشارا واسعا في الآونة الأخيرة، بحيث لم تعد أية زاوية تخلو منها، فأصبحت تطوق الأحياء والبنايات السكنية، وبذلك يمكن تشبيهها بالطفيلي السريع النمو والتكاثف.

وقد صاحب انتشار المقاهي بسطات، ظاهرة تتكرر بصورة دائمة حتى أصبحت قاعدة عامة يلجا إليها أرباب المقاهي، وتتمثل في قيامهم باحتلال الملك العام دون وجه حق وقانون، فيحولون الأرصفة المخصصة للراجلين لفضاءات تابعة للمقهى، فيتفننون في تطويقها، فنجد من يقوم بتشييد سياج حولها أو يضع براميل إسمنتية ضخمة حتى لا يمر المارة من أمامها وهو ما يتسبب في عدة مشاكل تثقل كاهل المواطن بالدرجة الأولى أمام غياب دور السلطات المحلية في حماية الملك العمومي والتي يجلس أعوانها في هاته المقاهي بكل أريحية.

المشكل بمدينة سطات، أن احتلال الأرصفة أصبح من الأمور المسلمة، حتى أنها لم تعد تثير انتباه المواطنين، حيث تعدى أصحاب المقاهي وضع الكراسي بهذه الأرصفة إلى وضعها وسط الطريق، في صورة تلخص الفوضى التي تعيشها المدينة، وتوضح بجلاء الاستهتار بالقانون.

وأنت تتجول بشوارع وأزقة سطات، هذا إن صح تسميتها كذلك، تصادف ناظريك مناظر تدفعك لإنزال اللعنة على مسؤولين وقفوا عاجزين عن التصدي لشرذمة نخر قلبها الجشع، فصارت تتحدى الكل، من أجل الربح السريع.

السؤال العريض؛ أهو عجز أم طمع؟ فالسلطات المحلية والمجلس المنتخب لسطات وما يمتلكانه من آليات، لن يضيرهما التحرك لوقف هذه الكارثة، فالواضح أن الطمع سبب رئيسي وراء ترك الأمور على حالها.. طمع يتجلى في كسب ود أصحاب المقاهي للقادم من الاستحقاقات..